CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

2008/12/05

ولا خطر علي قلب بشر..........!!

جالسا في الشارع امام المسجد الذي اعتدت ان اصلي فيه منذ ان كنت بالمرحله الاعداديه استمع لخطبه الجمعه....لا اتذكر تحديدا موضوع الخطبه او محتواها ولكنها كانت خطبه معتاده ولا جديد فيها ...جيده ولكنها معتاده!! ولكن بضع كلمات فيها علقت في ذهني وجعلتها خطبه مميزه بالنسبه لي...كان الامام يتحدث عن الجنه مذكرا ايانا بأحواض من لبن وعسل تنتظر الفائزين بالجنه!! هذه هي الكلمات احواض من لبن وعسل!!
.................................................................................................
من المدهش ان معظمنا-ان لم نكن جميعنا- يعرف جيدا اوصاف النار ويعرف الكثير والكثير عن عذاب القبر وعذاب اهل النار والسلاسل والمقامع!! وتسمع العديد من الحكايات عن كيفيه هذا العذاب والتي تكون اغلبها او معظمها خرافات او حتي اسرائيليات مدسوسه!! ولكن حين تسأل عن الجنه تجد ان كفتا الميزان تفتقدا التوازن!! و ان كفه العذاب هي الراجحه...وتتعاظم الدهشه حين تتمعن في الاجابات التي حصلت عليها...فأول هذه الاجابات تنحصر في كون الجنه "حاجه حلوه!!" وكأنك تسأل طفلاً صغيراً !!واذا تخطيت هذه الاجابات "الحلوه" تجد الوصف بعد ذلك يتعلق حول الحور العين والثمار الدانيه وعن قصور اللؤلؤ وعن الثياب السندسيه وعن الانهار التي تجري من تحت اقدامهم!! وقبل ان يتهمني احد بالجنون او حتي بالخروج عن المله لأعتراضي علي هذه الاوصاف وهذه النعم والهبات التي كتبها الله لعباده الاخيار...قبل ان يغلق احدا هذه الصفحه ويتوقف عن القراءه...قبل كل هذا كله... اقول.....اقول اني لم اعترض او انكر ...اني لا اجد كل هذا اشياء عاديه او مألوفه...فأنا مثل جميع الناس اطمع واتمني هذه الجنان واعيش وانا اعبد الله عز وجل علي امل ان اكون من من يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله!! نعم احلم بحور عين لم يمسسهن بشر قبلي...اطمع في قصر من اللؤلؤ علي ضفاف احد انهار الجنه ...اتمني ان يكون لي الاف من الخدم يلبون رغباتي ...اريد ان امشي في بساتين قطوفها دانيه وان اشتهي الامر فأجده امامي...نعم اتمني كل هذا واريده بقوه ولكن السؤال الان لأولي الالباب....السؤال الان عن النسبه!! عن نسبه ما يشكله كل ما ذكرت من اجمالي نعيم الجنه؟!!
.................................................................................................
سبب الدهشه الحقيقي في ان ما نعرفه عن النار اكثر مما نعرفه عن الجنه هو ان النقيض هو المفترض!!فالبديهي والمتوقع ان نعبد الله عز وجل طمعاً في رضاه وتقرباً اليه واملاً في دخول جنته...المفترض ان نسعي وراء الجزره قبل ان نخاف من العصا!!العقل يقول اننا من الطبيعي ان نعرف كل صغيره وكبيره عن الجنه فهي الهدف الذي نسعي جميعا خلفه...ليس من الطبيعي فقط وانما هذا هو المفترض والمطلوب من كل شخص منا!! فعلي قدر ما تري امامك علي قدر ما تستطيع ان تسير...وكلما كانت تعرف وجهتك اكثر كلما وصلت اليها اسرع....وطالما هدفك واضح ومحدد ومعروف بدقه وكل التفاصيل الممكن الحصول عليه معروفه ومحفوظه عن ظهر قلب فأحتمالات انحرافك عن هدفك وابتعادك عنه لن تبتعد كثيرا عن الصفر!!!
هذا هو اساس علم التخطيط والادراه...هذا هو ما اقام الغرب من عصوره المظلمه وجعله يسود العالم!!هذا هو طريق الوصول الي اي هدف فما بالك بأكبر واعظم واهم هدف!!!!!بالتأكيد حساب المخاطر والعواقب امر ضروري ولا عني عنه ...فهو ضمان ثبات واستقرار السفينه في رحلتها...فالتوازن بين الشهوه والعقاب هو الذي ينجي صاحبه ويدفعه بعيدا عن الامواج الي بر الامان....ولكن الترتيب مهم هنا!!! فمن يأتي قبل من؟!!
"نحن نعبد الله خوفا وطمعا" هذه هي اجابه السؤال الازلي ....لن اتجرأ واقول انها يجب ان تكون حبا و خوفا ...ولكن علي الاقل طمعا وخوفا!!
ان ياتي طمعنا ورغبتنا وشهوتنا في دخول الجنه ورؤيه وجهه الكريم قبل خوفنا من ناره وعقابه!! اعتقد ان هذا هو المفترض...فالله لم يخلقنا و يستخلفنا في الارض ليعذبنا او يخيفنا بالنار والعذاب...الله اختارنا نحن من بين جميع الانفس التي كان من الممكن ان تخلق بدل منا لسبب واحد فقط...لانه يحبنا ....ولذلك تفضل علينا ونفخ فينا من روحه!!......أنقابل الحب اولا بالخوف والرهبه؟!! ام بالحب والشكر والعرفان والرغبه في التقرب ونيل رضا؟!!!............................. حبا اولا قبل خوفاً!!
.................................................................................................
عن الجنه نتحدث!! لن ادعي انني علي علم بما اعده الله لعباده الصالحين في جنات النعيم...فأنا اجهل اهل الارض بكل شيء....ولكن تكفيني ثلاث كلمات فقط لأشعر بعظمه وجمال ما ينتظرني اذا التزمت الصراط المستقيم وشهدت حقا انه لا معبود بحق فالكون الا الله!!
كنت اجلس يوما استمع لخطبه الجمعه حين اخترقت هذه الكلمات اذني "احواض من لبن وعسل" لن ادعي انني انبهرت فورا حين سمع هذه الكلمات ورأيت انها تصلح ان تكون وصفا للجنه!! ما حدث انني تخيلت انني اجلس في حوض مليء بالبن ام العسل واخذت اتخيل المتعه الناتجه....فلم اجدها شيئا تذكر !! ما الجمال في حوض مليء بالعسل؟!! لم يدم تسألي طويلا اذا جائتني الكلمات بما اراح قلبي وعقلي وملأهما بالطمأنينه!!
"ما لا عين رأت..."
يالله...كل مارأته عيني في حياتي كلها من نعيم و جمال ومظاهر للرفاهيه والراحه...كل ما رأيت من نساء واطفال وقصور وخدم وشواطيء وطعام وشراب...كل الاموال والبساتين والسيارات والطائرات ....كل الفنادق الفاخره والمنتجعات السياحيه الساحره....كل عطور الدنيا والوانها...كل ما رأيت من وسائل ترفيه...كل هذا لا يساوي شيئا في نعيم الجنه وجمالها!!
حتي الاشياء التي نسمع عنها في الجنه ولها مثيل في دنيانا لن تكون مثل ما رأيناه في الدنيا!! ففاكهه الجنه لا علاقه لا بفاكهه الدنيا حتي وان تشاركا الاسم!! وقس علي هذا المنوال....اعد الله لعباده في جنته اشياء لا قبل لهم بها في الدنيا...اشياء لا تسطيع الدنيا ان تحتويها وتحتفظ بها لتراها عين بني ادم!! .........وقبل ان اكمل تخيلي جائتني الكلمه الثانيه لتنقلني الي عوالم اخري من النعيم والترقب!
"...ولا أذن سمعت..."
سبحان الله...حتي اذا تتطاول احدهم قائلا في الدنيا يوجد نعيم رائع لم تشهده عينه ولكنه موجود وسمع عنه ويتجرأ و يصفه بالجنه يطمأن الله عباده بأن نعيم جنته هو النعيم!! وكل ما سواه باطل !! فما اعد لهم لم يره احد ليحدث عنه او يخبر به ....فهو نعيم رباني هبه من الله الي عباده الاخيار...مهما سمعت عن نعيم في الدنيا او روي لك عن ملوك او اباطره لديهم ولديهم فأعلم ان كل ذلك مثله كمثل الصفر علي يسار الرقم الصحيح بالنسبه للجنه!! الجنه معده لنا منذ ان خلق الله ادم ولم يدخلها احدا قبلنا ابدا ....فهي معده لنا ومستعده لأستقبالنا بما فيها من نعيم و رفاهيه تأثر الالباب!!
"...ولا خطر علي قلب بشر!!"
اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك!! هنا حقا لم يستطع عقلي الصمود والمتابعه!! فما اروع هذا المعني واسماه!! هل تدركون معني هذه الجمله التي لا تتعدي كلمتها اصابع اليد الواحده؟!!
الله سبحانه وتعالي يقول لنا نحن عباده اننا مهما حاولنا ان نفكر او نتخيل او حتي نتوقع ماهيه الجنه ونعيمها فلن نصل الا الي قشور القشور!!
كل تخيلاتنا واحلامنا وقصصنا وتوهمتنا....كل ما كتبت وقرأتموه قبل قليل لا يمثل الا نقطه من مياه بحار الارض!!
ربنا عز وجل يخبرنا انه اعد لنا ما يفوق قدرتنا علي التخيل والتصور....مهما خطر لك من خواطر وصور غن الجنه واحسست كما هي رأئعه - او حتي شعرت انها عاديه!!- فالحقيقه اروع واجمل من ذلك عدد لا نهائي من المرات!! الجنه والنعيم المعد لنا لا يحتمله قلب او ادراك بشر!! فلنتخيل ونتصور كلنا الجنه ونعيمها ولنجمع مجموع تخيلاتنا وخواطرنا سويا فلن نجدها تشكل شئ يذكر بجانب الحقيقه والنعيم المنتظر!! فالحقيقه اروع بكثير من تصورنا ...الجنه اجمل من اجمل احلامنا ...انهارها وقصورها ...بساتينها وحدائقها ....اهلها وثيابهم ...الخدم والطعام.....كل ذلك النعيم الذي يملأ القلب نورا وسعاده وطمأنينه كل هذا لا يرتقي ابدا الي حقيقه ونعيم الجنه!!
كل احلامنا وصورنا وامانينا وحتي اوهامنا هناك ما هو اجمل منها واطهر منها واسمي منها واعظم منها....أوليس الله هو القائل ولا خطر علي قلب بشر!!!
.................................................................................................
سؤال اخير لأولي الالباب....كم يشكل كل هذا النعيم (المادي) من اجمالي نعيم الجنه؟!!.....مع تسليمنا الكامل ان الجنه اكبر واروع من تخيلات عقولنا القاصره الا اننا يجب ان نبحث ونعرف كل ما يمكن ان يعرف....فالنعيم بهذه الصوره الهدف منه هو دفعنا وتحفيزنا للسعي اليه وليس دفعنا الي الكف عن البحث والتخيل بحجه اننا لن نصل ابدا الي الحقيقه!!
السؤال مره اخري عن النسبه...نسبه الماديه الي الاجمالي!!
واذا شئنا الدقه واردنا ان نجد اجابه حقيقه لهذا السؤال الهام فحريا بنا ان نقسم هذا السؤال لجزئين...الاول ما المقصود بالمادي؟!! والثاني نسبته بالنسبه لماذا تحديدا؟!!
بالنسبه للجزء الاول فالمقصود بالمادي هو المادي!! النعيم المادي الذي نشعر به بحواسنا الخمسه...نراه بأعيننا ونسمعه بأذاننا...تشتم عبيره بأنوفنا ونكتشف ملمسه بأيدنيا...ونشعر بمذاقه بألسنتنا!!!هذا هو المقصود بالمادي...الطعام و الشراب والثياب والقصور والانهار والحور العين....هذا هو!!
ما الخطوه التاليه أذن؟!!....باقي السؤال...نسبه هذا النعيم المادي بالنسبه لماذا تحديدا؟!!!......الاجابه ...بالنسبه لجوهر الجنه الحقيقي!! بالنسبه للنعيم الاعظم!!
.................................................................................................
ما هو اجمل شيء فالجنه؟!! سؤال يبدو غريبا نوعا ما بعد هذا الوصف للجنه ونعيمها...ولكنه في حقيقته ليس غريبا او مكررا ...علي العكس تماما انه الامتداد الطبيعي لرحله بحثنا عن الجنه واصلها وماهيتها!!
هل من الممكن ان يكون كل نعيم الجنه مادي بحت؟!!هل من المعقول ان تكون الجنه هدفها اشباع رغباتنا وشهوتنا الماديه فقط؟!!
اذا كنا نعرف ربنا حق قدره فأجبتنا ستكون نفيا بالأجماع!!
جوهر الحنه واجمل ما فيها هو اننا سنعود مره اخري الي خالقنا...انا لله وانا اليه راجعون....اروع ما في الجنه ان تسكن بجوار الله عز وجل ...ان تكون بجوار محمد ابن عبد الله عبده ورسوله ...سيد ولد ادم واحب الخلق الي نفسك واحب العباد الي الله ....جوهر الجنه ونعيمها الحقيقي يكمن في ان تتخلص من كل هموم الدنيا وفنائها وماديتها!! ان تودع القلق والخوف والتوتر....ان يملأ النور والطمأنينه قلبك...لا صراعات ولا مشاحنات بعد الان...لا يوجد ما تقلق عليه ولا توجد هم لتحمله!! هناك يوجد الصفاء والهدوء والجمال...هنالك الراحه والطمأنينه والسكون ....هناك السكينه والنور....هناك تهديء نفوسنا وتسمو ...هناك ....هناك توجد اعظم واكبر جائزه يمكن ان تكون....هناك توجد النهايه والبدايه....هناك عند سدره المنتهي ينتظر الله عباده الاخيار بأعظم واروع واجمل استقبال في الكون
هناك نعمه اكبر من الجنه ذاتها!!
ان نري وجهه الكريم عز وجل!!
هناك حيث لا حيث وعند لا عند...حين تتلاشي النسبيه وتذوب لتري بعينك الاطلاق المطلق....حين يتجلي ربنا جل وعلا ويتفضل علينا ويسمح لنا برؤيه وجهه الكريم....حينها ......حينها نكون قد وصلنا حقا ...حينها نكون قد حصلنا علي الجائزه وحينها ...حينها لا اعرف ماذا يمكن ان يقال حينها ....فهنيئاً لمن يتواجد حينها.
تمت.

2008/11/21

كلما اقترب الموت....


خمسه اشهر او اكثر مضت وانا اقاوم فكره ان اكتب عن الموت...لأسباب كثيره ابسطها انني اعرف جيدا تاثير ما سأكتب علي من سيقراءه... لذا فالاعتذار واجب لكل من ستسبب له هذه الكلمات الم او تدفعه لذكري ما كان قد دفنها مع الايام...ولكني الان حقا لا استطيع مواصله الصمود ومقاومه الفكره فالموت يحوم حولي في الايام الماضيه بطريقه غير طبيعيه...يكفي ان اخبركم انه في الاسبوعين الفائتين فقط زار هادم اللذات ومفرق الجماعات - علي الاقل- سبعه اشخاص اعرفهم!! ما بين قريب وصديق وزميل واقرباء لأصدقاء ومعارف...ناهيكم عن كميه الموت والفراق الموجوده في الافلام التي شاهدتها مؤخرا حتي ظننت ان الموت يمهد ليزورني قريبا!! لكني كنت اعرف جيدا انه لا يحتاج الي اذن او تمهيد فنفضت هذه الفكره من رأسي وجلست لأكتب ما تقراؤه الان.
السؤال الان ماذا سأكتب؟! او لنتحري الدقه ماذا اختار لأكتب الان؟! فأنا ولدهشتي الشخصيه اجد في نفسي العديد والعديد من الخواطر والافكار عن الموت حتي انني فكرت ان اقوم بتأليف كتاب كامل عنه!! لن اناقش الناحيه الدينيه من الوضوع فكلنا نعرفها جيدا....ولن اتكلم عن من مات لانني لا اعرف شيئا مما هو فيه الان!! ولكن دعونا نتكلم قليلا عن من لم يمت ...دعونا نتكلم عن من اضطروا ان يتعاملوا مع الموت دون ان يموتوا!!
...............................................................................................
جالسا انا بجوار ابي في سرادق العزاء في بلدتنا الصغيره....نعم لقد توفي احد اقاربنا ...شيء عادي وطبيعي جدا ولا جديد فيه فالموت حق ..الموت هو الحقيقه الوحيده في الحياه كما كان يقول ابي...اجلس بحسدي في العزاء ولكن عقلي وفكري كانا في عوالم اخري تماما...العديد من الافكار المتعلقه بالموت تدور في ذهني ....اشاهد الناس حولي ما بين باكي ومتألم او جالس في صمت منتظرا ان ينتهي ربع الحزب لينتهي من هذا الواجب وينصرف الي (حال سبيله)...ومن الممكن ايضا ان تجد من يتسامر مع من بجواره او حتي يضحكون سويا!!! اري كل هذا وفكره واحده تسيطر علي ذهني وعقلي ...فكره طالما روادتني في مثل هذه المواقف...كل من حولي الان ايا كانت نواياهم او مدي ألمهم سيعود الي بيته بعد انتهاء العزاء وكان شيئا لم يكن!!...كنت دائما حين اجلس في اي عزاء قول لنفسي ان كل هولاء بما فيهم انا لم يتغير في حياتهم شيئا اطلاقا اللهم الا بعض الدموع ومن الممكن القليل من الحزن الذي لن يدوم وبالتأكيد جزء من وقتهم قضوه في هذا السرادق ....كلهم بأستثتاء اهل الفقيد واحبائه!!
كل منا سيقود سيارته الي منزله وهو يفكر ماذا سيتناول علي العشاء ويتناقش مع ابنه الذي كان معه في العزاء في اخبار السياسه والنادي الاهلي وتقديرات هذا الابن المترديه في كليته!! الم اقل لكم ان شيئا لم يكن!!....ولكن علي النقيض ..هناك رحله اخري الي منزل اخر ولكنها ابدا مثل اي رحله عوده الي المنزل!! رحله اهل المتوفي الي منزلهم بعد ان تلقوا واجب العزاء....يعودون الي منزلهم ولكنها تبدو وكانها المره الاولي التي يذهبون فيها الي هذا المنزل المنشود....وهي بالفعل اول مره!!
هنا تفير كل شيء في حياه هولاء الاشخاص...يعودون الي منزلهم لأول مره دون رب هذا المنزل وصاحبه...يعودون وجزء منهم لا يزال لا يصدق ماحدث ويأمل ان يجد اباه او زوجه في المنزل منتظر!!...ولكنهم حين يدخلون المنزل هذه المره يعرفون جيدا ان شيئا ما لن يجدوه كما اعتادوه...كرسي ما سيظل فارغا لن يجلس احدا عليه...حجره ما لن يطرق احد بابها ثانيا ولن يخرج احدا منها...يعودون وهم يعرفون انهم سيفتقدون شيئا...سيفتقدون صوتا كان يعلو بين هذه الجدران ولكنه ذهب الان للأبد...سيفتقدون وجها كانوا يبدأون به يومهم ولكنه لن يروه الان سوي في احلامهم...تعود الزوجه لتجلس وحيده في غرفتها وهي تعرف انها ستظل وحيده للأبد...تنام وهي تعلم انها ستستيقظ صباحا لتجد الفراش بجوارها فارغا ولن تجد من يوقظها لتعد له الافطار...تنظر جيدا الي الغرفه لتستعيد كا ذكرياتها الساكنه هذه الجدران وهي تعلم ان كشكول ذكرياتها قد اغلق وانها لن تضيف اليه ابدا ما عاشت...........................
يعود الابن وهو لا يعي حقا ماذا حدث...كل ما يدركه انه اصبح في الدنيا وحيدا...يشعر وكانه كان مستندا الي حائط طوال حياته وفجأه انهار هذا الحائط...كل ما يدركه انه اصبح بلا اب...لا يوجد احد ليستنجد به حين يقع في المتاعب...حين يذهب ليتقدم لعروسه سيذهب وحده...سيقف في فرحه وحده فقد ذهب اباه!!!
كانت هذه الافكار واكثر تدور في بالب في كل عزاء ذهبت اليه...حتي اتي اليوم الذي وقفت اتلقي فيه واجب العزاء في أبي!!....لن اناقش هنا ابدا حالي وقتها ولكن فقط اذكر ان هذه الافكار لم تدور في ذهني وقتها ربما لأنشغاله بخواطر اخري...لم تكن البكاء والحزن بالتأكيد لأنني ببساطه لدي عمري كله لأحزن علي ابي فلما اختصره في هذه اللحظات؟!!
.................................................................................................
العجيب حقا في الموت انه حقيقه!!....يمكن لأي انسان علي وجه الارض ان يرفض او ينكر وجود اي شيء الا الموت...فهو الحقيقه الوحيده المتفق عليها دون اتفاق....وهو ايضا متوقع و منتظر....المشكله الكبري تكمن في خططه!!....مشكله البشر انهم لا يدركون مضمونها او اسلوب تحركها!! يعتقدون ان الموت يسير ضمن مخطط خاضع لقواعدهم وقوانينهم....يعتقدون ان الموت لا يزور الا من يملكون من السنوات اكثر من غيرهم....وكأننا فاكهه حين تنضج تقطف ثمارها وان لم تنضج تبقي علي الشجره سليمه معافيه!!....يعتقدون انه يحتاج سبب ليأتي ....اول سؤال بعد ابلاغ خبر اي وفاه هو"هو كان عنده ايه؟!!" وكأن الموت يجلس منتظرا متأهباً ان يجد غلطه في نظام الجسم البشري ليسرع اليها ويعطل عمل هذه الاله المغروره!! يعتقدون انه يضع الناس صفا طويلا ويمشي ينتقي منهم من يشاء حتي ينتهي الصف فيعود من البدايه.....فأذا مات اخ ما يتنفس الجميع الصعداء لأن اخوته واقاربه مازال امامهم عمر طويل فلا يمكن ان يزور الموت نفس العائله مرتين متتاليتين!!...فلابد انه دور احد ما غيرهم!!وعلي الرغم من كل ذلك فأن مشكله البشر مع الموت هي الفراق....هذا هو موضوع الصراع...يعرف الجميع انهم راحلون ولكن الوداع صعب وخصوصا اذا كان هذا الوداع فجأه....والاقسي اذا لم يتاح لك حتي فرصه لهذا الوداع...ولكن الفارق ليس كله متشابها...فالموت يحوم حولنا منذ ان ولدنا ولكن متي شعرت به او اقتربت منه ....الموت موجود ولكننا لا نراه الا حين يقترب منا ...السؤال اذن الي اي مدي يجب ان يقترب الموت حتي نشعر به؟؟!!
.................................................................................................
كانت البدابه حين توفي عم ابي ..اعتقد انها كانت اول مره فكرت فيها في الموت و تعمقت فيه....ولكنها لم تكن كافيه فبعد بضع ايام في بلدتنا عدت مره اخري للقاهره لتضيع هذه النظره القريبه المفكره للموت.....ولكنني استعدتها مره اخري بعد سنين حين توفي جدي انا...كانت النظره اكبر واعظم وبدأ الاحساس ....نعم الاحساس! ان تشعر بالموت وانه حقيقه وليست مجرد افكار...ولكنها ضاعت ايضا مع الوقت حتي توفي عمي فجأه لأجد نفسي داخل عالم الموت ذاته!! غريب حقا الانسان لا يشعر او يتعلم الا اذا اصابه الامر مباشره!! لا يتعلم او يتغظ من الاشارات....لالد ان ان يكابد الامر حتي يقر بوجوده....لذلك حين توفي ابي كنت نوعا مستعدا جدا لهذا الموقف ....ولكني لن اكون مستعدا تماما.....لا اتحدث هنا عن الصبر والثبات فهذه امور بديهيه....انما في تقبل الامر والتعامل معه...لا اقول انني كنت مستعدا تماما لأن الامر لا يكون بهذه السهوله!! فأذا كان الموت حقيقه نراها حولنا منذ ان وعينا الي هذه الدنيا الا انه عند اشخاص بعينهم يغدوا اكبر من مجرد حزن او وداع!! اذا تعلق الامر بشخص لا يعوض كالأب او الأم فأن الموت لا يصيبهم وحدهم انما يزور ايضا جزء من قلب الابن او الابنه....حين توفي ابي مات جزء من قلبي معه....وهذه حال كل بني ادم....مهما كانت علاقتك بأباك او امك ...مهما كانت ...اذا ماتا يموت جزء من قلبك معهم....حزء قد لا تعلم او تشعر حتي بوجوده حتي تفقده...ولكنه هادم اللذات ومفرق الجماعات...فهل هناك مهرب منه؟!!
.................................................................................................
انا اسف حقا واعتذر بشده ولكن هل تعرفون ما هو الموت؟!! الموت هو ان يخبرك احدهم ان فلانا قد مات اي انك لن تراه او تسمع صوته ثانيا لن تكلمه او تمرح معه لن تتجادلا او تتشاجرا مره اخري ....فأذا رفضت ان تصدق الفكره وصممت ان تراه فيأخذوك اليه فتراه راقد علي فراش ما فتجري عليه وانت مليء بالامل ...تنادي عليه ولكنه لا يجيبك ...تمسك يده وتهزه بقوه لكنه لا يستجيب ...تترك يدi لتسقط بجواره بدون اراده لتوقن ان الامر الحق...وان الجسد الراقد امامك لن يقوم مره اخري ولن يتحرك الا حين يحملوه للقبر ...لن تنفتح هاتين العينين ابدا...لن تري هذا الشخص في هذه الدنيا مره اخري..لن تجده لتلقي عليه تحيه الصباح ...لن يحدثك علي الهاتق ليسأك عن احوالك....لن تري ابتسامته او دموعه...لن تشاركه فرح او حزن ثانيا....لن يمكنك ان تذهب لتراه اذا جال بذهنك خاطر عنه او ان افتقدته...بأختصار لم يعد هذا الشخص موجود...لقد مات ...ومصيره الي التراب ....سيضعوه في حفره في الارض ثم يلقوا عليه التراب حتي يغطوه ويخفوه عن الاعين....حتي لا تميز مكان قبره عن ما حوله من الارض...هكذا يعود مره اخري الي اصله ...الي التراب... ولا يبقي لك سوي ذكري في القلب....ودموع في العين... ودعوي علي الشفاه....وامل بلقاء في موضع حسن يوم العرض...هذا هو الموت!!
تمت

2008/11/08

ادهم


خطاب قصير للغايه,فعليا جملتين لا اكثر,"ادهم ابنك , برجاء اصطحابه يوم كذا الساعه كذا من العنوان كذا "امضاء زوجتي السابقه.جملتين فعلا ولكن اثارهم كأثار الزلزال , يترك المدينه محطمه تبكي علي انقاضها دون ان تدرك ماذا حدث! لا اعتقد ان علماء الرياضيات قد توصلوا بعد لرقم يقترب من عدد الافكار والتسؤلات الدائره في ذهني الان تكاد تحرقه من سرعتها وغرابتها . كانت الساعه المحدده لأصطحاب ادهم هذا قد اقتربت والعنوان المذكور يحتاج بضع ساعات بالسياره للوصول اليه فتركت حياتي كلها خلفي وأخذت سيارتي وانطلقي في هذه الرحله الغريبه ...لأستعيد ابني... لأستعيد جزء من كياني ...جزء لم اكن اعلم بوجوده حتي لحظه استلامي هذا الخطاب ...حقا لم اكن اعلم ان لي ابن!! كيف ومتي ولماذا؟! اسئله اعلم يقيناً انها ستظل تدور هائمه في فضاء الغموض الي ان تقوم الساعه. لم يراودني الشك لحظه في صحه وصدق ما جاء بالخطاب وكونه ابني حقا ام لا ، فعلي الرغم من كونها زوجتي السابقه الا ان صدقها امر لا غبار عليه فأذا كانت قد قالت انه ابني فهو كذلك اذن! ومره اخري تدهشني نفسي التي بين جنبي..فلم ينشغل ذهني بأسئله تبدو منطقيه لأي انسان لم يختبر كلامي هذا عملياً..اسئله علي غرار كيف حدث ذلك؟؟ ولماذا لم تخبرني؟؟ وما الذي اتي به في هذا العنوان الذاهب انا اليه ؟؟والاهم اين هي امه و زوجتي السابقه؟؟ لم اهتم مطلقا بكل هذه الاسئله لوجود ما هو اهم ليشغل بالي وتفكيري ...كيف هو؟! كيف يبدو؟! ما لون عينيه؟! طويل ام نحيل الجسد ؟! أيعرفني؟! هل رأي صوره لي؟ ام انه لا يعرف ان اباه موجود علي قيد الحياه ؟أيعرف سبب وجوده في هذا المنزل الان؟ ولماذا انا قادم لأصطحابه ؟ هل سيحبني .....هل سيتقبلني؟؟أيقبل ان يذهب معي؟ هل سيدرك هذه المعاني من الاساس ام انه مازل طفلا ؟!! تباً!! انه طفلا بالفعل !! لقد احترق ذهني حقا ...يالله يا ولي الصابرين ثبتني يا رب ...تري هل هو خائف الان؟!! انتابني احساس غريب و موحش حين جال هذا الخاطر بذهني حتي ان عجله القياده اختلت في يدي وكدت ان اخرج عن الطريق!.......يا الهي ..هل من الممكن ان يكون خائف ؟؟ بالتأكيد هو خائف!! بعيدا عن امه ..بين غرباء ..ينتظر غريبا اخر يقال له اباه ليأخذه !.....وكيف يعرف هو انني لست مثل من كان عندهم ؟ أيعرف اصلا ما معني اباه؟؟ قد يكون الان يجلس مضطرباً خائفاً ينظر الي من حوله برهبه وهو ينتظر لا يعلم ماذا سيحدث....قد يكون يجلس في ركن يبكي مناديا علي امه التي يعلم الله وحده اين هي الان ولماذا فعلت ما فعلت ووضعتنا جميعا في هذا الوضع الصعب! هذا الوضع الذي يكاد يمزق قلبي تمزيقا او مزقه بالفعل!! استغفر الله العظيم ارحمني برحمتك يا رب....لقد تخطيت مرحله اني اكاد ان اجن لأن الجنون قد اصابني بالفعل!...حاولت ان اطمئن نفسي واطرد هذه الخواطر الشيطانيه من رأسي واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ورميت همومي وحمولي عليه وعزمت وتوكلت وحاولت ان ابحث عن بعض الافكار الايجابيه وسط هذا الكم اللانهائي من الافكار والخواطر في رأسي.... أمن الممكن ان يكون ينتظرني بفرحه ؟ولهفه؟ من ادراني انه لا يعلم بوجودي ؟ربما كان يعلم! ربما اخبرته امه! ربما كان ينتظر هذه اللحظه اكثر مني؟ينتظرني انا!!.....اباه!! ليناديني بابا ...تسللت ابتسامه واسعه الي وجهي واطمئن قلبي لهذه الخواطر ...بالفعل من الممكن ان يكون يعرفني ويحتاج الي الان!! يحتلج الي ان ينهي حرمانه من اباه!! يحتاج قدوه ومثل صالح ...يحتـــــــ......... يحتاج ماذا؟!!! انه طفل ..يبلغ من العمر ثلاث سنوات وسبعه شهور علي الاكثر ...هل سيفهم حرمان وقدوه وما الي ذلك ؟؟! لقد جننت حقا والمشكله اني انسي ذلك!! السؤال اذن اذا كان يبلغ من العمر ما يبلغ فما مستوي ادراكه؟!ما هو المستوي المفترض من الحوار بيننا كي يفهمني ؟ هل يجـــــــ.............. يالله ..ها هو ذا !!لقد مرت الساعات ولم اكد اشعر بها وها انا ذا قد وصلت للعنوان المنشود....ها انا ذا امام المنزل المنتظر .,...هنا امامي ينتظرني ما قد غير حياتي بالفعل من قبل ان اراه!! هنا في هذا المنزل يتنظرني هو !! ادهم ابني!!!
لا ادري حقا كيف صففت (ركنت) السياره وترجلت منها ومشيت الي باب المنزل ..كل ما ادركه الان انني اقف امام الباب منتظرا وانا ارتجف! حقا ارتجف! واثناء رحله يدي الي الجرس الانيق المعلق بجوار المدخل تذكرت مدي صحه الاقاويل والاراء القائله بمدي غرور الانسان وجهله !! فها هو واحد منهم تأتيه بضع كلمات تغير مسار حياته وتجعله يرتجف امام الباب كتلميذ مذنب يقف امام باب ناظر ألمدرسه! صوت الجرس ينطلق ..الباب ينفتح .. نظره من من في الداخل ..ثم حقيبه في يساري وطفل صغير في يميني ..وينغلق الباب!!................ يا سلاااااااااااااام!!!!
هل تخيلت يوما انك واقف في بدايه طريق ما لا تعلم نهايته وخلفك ظلام حالك ؟؟ انا لا احتاج الي مثل هذا التخيل ...فأنا في هذه البدايه الان وفي يدي طفل صغير!! تبدو كلمه ماذا افعل الان مبتذله جدا !! حقا ماذا يُنتظر مني ان افعل الان؟!! بدأت بالبسمله والمعوذتين وسوره الاخلاص ...اخذت نفسا عميقا وقررت ان ابدا اول خطوه واهم خطوه ...ان اراه!! نزلت علي ركبتي لأصبح في مستوي طوله .. ونظرت الي وجه لأول مره ....ياااااااااااااالله!! ..ما هذا الملاك !يا الهي ! هل يمكن ان يكون هذا البدر ابني؟...ابيض البشره هو ، عيناه واسعتين ، لا يخالط سوادهما لون اخر ، انف دقيق وفم صغير باسم ، اذنان يكادا الا يظهرا لولا ان بعض الحمره لونتهما ، شعره ناعم كخيوط الحرير ينسدل علي وجهه بطول جبينه الواسع ليلتقي الاسود بالابيض كما يلتقي الصبح بالليل لحظه الشروق !
يالله ...انه في غايه الجمال ..اجمل من اجمل طفل رأيته او تخيلته ...كأطفال الافلام الامريكيه ...لااااا بل اجمل ...انه كما وصف القرآن سيدنا يوسف...نعم هذا هو !! كنت اظن اني خبير في لغه العيون ولكني اعرف الان اني كنت مخطئا تماماً ، الان اعلن جهلي امام هاتين العينين ، لن اتحدث عن البراءه الساكنه عيناه ..لن اذكر الحيويه الطفوليه التي تجدها في عيون كل الصغار ، لن اصف كل هذا لأني وجدت مصدرهما ونبعهما الصافي اخيرا ! اقل ما توصف بيه هاتين العينين هو الجمال ! لا اعرف كم ظللت انظر فيهما ولهما ، كانتا كالبئر العميق المظلم ، لا تري داخله شيء ولكنه مليء بالغموض الذي يجذبك اليه جذباً كأنك مسحور ، عيناه تشع طمأنينه و سكينه تحيط بالمكان وتحميه من اي شيطان رجيم ، اكاد ان اقسم انهما تطلقان طاقه غير مرئيه تجدد روحي الان وتنقيها وترتقي بها !
اقسم فعلا اني حين نظرت الي هاتين العينين قد ارتقيت الي مكان افضل !! بالطبع هرب الكلام من علي لساني كما يهرب السمان حين يسمع طلقه الصياد ، لم تسعفني القريحه بفعل ما لأقوم به ...فما كان مني الا ان اطلقت تنهيده ظننت انها كافيه لتبقي الصيف فصل دائما علي الارض لقرن علي الاقل ! ونهضت ... يحتضن دميته بيمينه واحمل انا حقيبته بيساري لتتشابك يميني ويسراه لأول مره ، كانت عقده ايدينا علي الرغم من الاختلاف في الحجم والقوه تبدو وكأنها تشكل نسيج حي واحد ، تبدو وكانها وحده واحده وليست اثنتين ، كانت تبدو وكأنها العروه الوثقي التي لا انفصام لها!!صدقوا هذا او لا ولكني شعرت بالأمان والخوف معا حين تشابكت ايدينا ! ظللت حائرا في تناقضي هذا حتي وصلنا الي السياره فأنفصلت ايدينا لأشعر وكان احد قد نزع جزء من احشائي كما فعلت هند بكبد حمزه !! يالله ...لحظه عاديه تحدث في اليوم ملايين المرات حين يترك الاب يد ابنه ، ولكن ها هنا الحاله مختلفه ....خواء موحش وانفباض كئيب اجتاحني حين ترك ادهم يدي ! ورغم كونها بمقايس الزمن لحظات الا انها في حكم الحب والقلوب دهور!! لم ترتد لي روحي واتزاني الا حين جلست في السياره واستقر ادهم الي جواري ....هل من الممكن ان اكون قد احببت هذا الصغير بهذه الدرجه في هذه الحظات الاقصر من ان تكون قصيره؟!! العجيب انه حتي الان لم نتبادل انا وهو كلمه واحده !!ولكم تبدوا هذه المشكله في غايه السهوله في نظر اي انسان ولكنها بالنسبه لي الان اصعب قضايا العمر !! المشكله الحقيقيه هي انني لا اعرف!! لا اعرف ماذا علي ان افعل او اقول او حتي بماذا اشعر !لكم كان التواصل مع الاطفال يبدو سهلا بالنسبه لي ولكني اعلن جهلي وغبائي للمره الثانيه ... ان اي اب فالدنيا يتعلم كبف بتواصل مع ابنه بالفطره فهو يراه وهو يتكون في رحم امه ويراه يولد امام عينيه ويكبر امامه ايضا ..اي اب يمارس ابوته ويستوعبها بالتدريج ..اما انا فلاااا!!!! انا كمن قيل له ان الاخوان رايت قد اخترعا الطائره ثم وضعوني في كابينه قياده (اير باص) طالبين مني ان اقودها !!لقد انتزع مني ثلاث سنوات ونصف كان من المفترض ان تكون سنوات تعليمي وتاهيلي كأب !! وها انا ذا اقف امام اصع امتحان في تاريخي كحفيد لأدم !! الأولويه الان لسؤال مهم جدا ..ما هي قدره عقله علي الاستيعاب وما هم مستوي الحوار والتعامل اللمفترض بيننا؟!
اذا بكي الان فماذا سأفعل ؟ هل ساصرخ في وجه ام سأحتضنه واربت علي ظهره ؟ ماذا ان طلب شيئا ..هل سأهرول كما فعلت هاجر لألبيه ام سأتمهل وافكر في طلبه؟!ماذا اذا اذاه احد؟!! هل سأكتفي فقط بقتله ام ساقوم بالتمثيل بجثته ايضا ؟! كنا نجلس في السياره والصمت يغلفنا وكأننا اثنين بالغين في طريقهم الي اداء واجب العزاء !! حقا كان يبدو كرجل راشد بالع وهو يجلس بجوراي علي الرغم من احتاضنه لدميته ..تنهيده اخري تزيد من عمر الصيف قرن اخر لأعود انظر الي الطريق وانا لا اعرف الي اين اتجه ....تتمحور حياتي كلها الان في كيفيه فتح حوار مع هذا الادهم الذي نشر الفوضي في حياتي كما ينشر اي طفل اوراق عمل ابيه في الشارع متصورا انه يري أمامه سرب من عصافير الجنه!! كان الضيق والعصبيه قد بدئا يتسربا الي من عجزي المؤلم هذا .. كانت العصبية والغيظ والأفكار الشيطانية تتجمع في بؤره تفكيري كم تتجمع الغيوم في السماء في بدايه يوم عاصف مطير ....كنت علي شفا هوه ما انجاني الله منها اذ شعرت بشيئاً يهز ذراعي برفق وصوت جميل دافيء كصوت سيدنا داود يأتيني من جوراي قائلاً :
"بابا .....بعد اذنك عايز اشرب."
لتبتسم الدنيا لي.
تمت

2008/10/06

ثلاث صفحات من كشكول احلامي


الاولي
اقف مرتعشا علي اعلي قمم جبال السعاده! انه الحب يا عزيزي كما وصفه جبران....متقدما الجميع ....باقه من القرنفل الابيض تتبطاء ذراعي اليسري في رقه...وتقف يدي اليمني علي جرس الباب متردده! نعم لقد حانت اللحظه...اول خطوه رسميه في اميالي الالف....امي واخي وعمي وخالتي يقفون خلفي متأهبين ومستعدين لبدأ هذه الشراكه السعيده...نعم اقف الان اما باب احدي الشقق في الدور الاول من احدي البنايات العريقه كسائر ملامح هذا الحي العتيق...باب لا يختلف كثيرا عن سائر الابواب ...باب لم اراه مطلقا سوي الان ....ولكني كنت اعرف جيدا ماذا يوجد خلفه...واضعا سبابتي علي جرس الباب مستعدا للضغط عليه لينطلق بصوت عالي يملاءه الفرح معلنا وصولي اخيرا ....لم تكن هذه سوي لحظه واحده بالنسبه لمن يقفون خلفي منتظرين سماع صوت الجرس ولكنها بالنسبه لي كانت الزمن كله ..... يختلط في داخلي مزيج لم اختبره قط من المشاعر والذكريات....ااااااه رحمك الله يا جبران ....ليتك هنا الان لتري بعينك صدق ما قلت الحب سعاده ترتعش ...وانا حقا سعيد الأن ولكنها سعاده ترتعش! ترتعش بخوف ...خوف من القادم والمجهول ...فانا الان اقف علي مشارف حرب طاحنه مع الدنيا والظروف والناس ايضا ...حرب لا استطيع تخيل هزيمتي فيها ولا يستطيع قلبي احتمال فرحه وحلاوه النصر ايضا فيها ...مزيج عجيب من الخواطر حقا ...اقف الان بقدمي علي الخط الفاصل بين مرحلتين في حياتي ..مرحلتين لم اجد كلمه تسطيع ان تصفهما .....وراء ظهري تركت ايام الصبر الحلو...تركت ايام كانت تمر وهي تمني نفسها باللحظه التي اعيشها الان تركت ايام الاشتياق دون وعد باللقاء ......ترتعش سعادتي حقا ...نرتعش وهي تحلق بعيدا في سماء الذكريات ...اول خاطر دار بذهني عنها....اول مره صارحنا انفسنا بما يكنه كل منا للاخر ....ترتعش بشده حين تصل لقرارنا الابتعاد والصبر والعمل علي تحقيق هذه اللحظه....ترتعش سعادتي بفرح حين تتذكر ابتسامتها ...حين تتذكر فرحتي برؤيتها وكتماني لفرحتي في قلبي .....وفجاءه تذهب كل هذه الخواطر بعيدا ويحل مكانها خاطر واحد يكاد يسقط سعادتي من فوق عرشها من قوه الارتجاف ...انه الاشتياااق...هيا... لقد حانت اللحظه... ان آوان جني ثمار الصبر والحرمان ...جاء وقت الجائزه ... حقا انت لم تبلغ بعد مرادك... وهذه اللحظه ما هي اللي خطوه علي الطريق...قد نكون لا تعلم ماذا يخفي لك هذا الباب خلفه ...لا تعلم اذا كنت سترحل من هذه الزياره علي وعد بلقاء اخر ام باعتذار و لوم هذا النصيب الذي لم يعد موجودا...انت لا تعلم شيئا ولا تضمن شيئا ولكنك عملت جاهدا لتعيش هذه اللحظه.... تحملت ما لا يحتمله العصبه اولوا القوه من الرجال لتكون امام هذا الباب الان ...فأدخل واستمتع بثمار جهدك ...استمتع برؤيتها ....استمتع بالكلام معها دون خجل او خوف ان تكونا قد تعديتم الحدود.... استمتع بالتواجد في هذا المنزل الذي سمعت عنه وتخيلته طويلا.... استمتع بكونك في منزل من احببت وتمنيت ورغبت فأذا كنت حقا تحبها فانت تحبه وأذا كانت حقا تحبك فهو يحبك ايضا ...فماذا تنتظر؟؟!
نظره اخيره لوجوه عائلتي المليئه بالفرح ...بعض من عبير قرنفلي الابيض يداعبني واضغط الجرس..............................................................
الثانيه
في لحظه سكت فيها الكون وسكن وانطفيء كل نور ووهج ….وقفت انظر عاليا! اسفل هذا السلم الانيق وقفت انظر الي اعلاه …لأري شمسا وقمر …انها اخر عشر خطوات في الاف ميل …انها حبيبتي و قد سارت اخيرا زوجتي تتبطاء ذراع اباها وحماي العزيز في حب وخجل ..لا اسطيع ان اري او اسمع شيئا سوي هذا الموكب النوراني وهو يهبط درجات السلم ….يهبط هو في بطيء …. ليحتفظ بجوهرته الغاليه و قمره الذي انار حياته وبيته لسنوات تجاوزت العشرين بقليل …وتهبط هي في لهفه واشتياق ….وانا انتظرهم بالاسفل وابتسم …انظر اليها وابتسم وانا اتذكر رحلتنا سويا منذ ان من الله علينا والف بين قلوبنا وجمعهم علي حبه وطاعته اتذكر سنوات الصبر والتعب اتذكر الصعاب التي تغلبنا عليها سويا بقوه ايماننا بالله وبحلمنا اتذكر كل احلامي التي اصبحت حقيقه الان .. وانظر اليه وابتسم …ااااه كم احب هذا الرجل حبا يكاد يتجاوز حبي لأبنته ….فلولاه لما كنا هنا الان …فهو من آمن بي وصدقني واعطاني الفرصه وساعدني حين ضاقت بي …هم من أمن بحلمنا وباركه …وقف في وجه الجميع حين عارضوا وتمسك بي حين هاجموني …ما احن هذا الرجل واطيبه …فحقا لو تمنيت يوما ابا بعد ابي رحمه الله لأخترته هو دون تردد
وينظر هو الي ويبتسم ويجري حوار ابوي بين اعيننا …يبارك لي علي جائزتي ويذكرني انني استحققتها لصبري وتبكي عيناه وهو يوصيني بها وهو يعلم اني لا احتاج الي وصايا لكنه الاشتياق والفرح حين يمتزجزن ..اني لأغبط هذا الرجل حقا علي قوته وشده تحمله …فمن يسطيع ان يفارق مثل هذه الانسانه ويقف صامدا لا يبدو عليه شيء …لا ادري حقا كيف وافق من البدايه في ان يتركها تتزوج وتتركه اصلا! هذا في رأي كرم فاق كرم ابن الطائي….وتنظر اليه هي وتبتسم ….كم تحبه ونعشقه …..هو بالنسبه لها رمز الرجل الكامل في كل العصور ….اعرف جيدا ماذا يمثل لها هذا الرجل انه مصدر الامان بالنسبه لها حضنه هو ملاذها تشعر فيه بالامان المطلق وان اشتعلت الحرب من حولهما هو فلكها التي تدور حوله ….طيب وحنون ورقيق مع اهل بيته ..غيور عليهم لاقصي درجه حازم و صارم كالسيف مع من تسول له نفسه المساس بهم….اعرف كل هذا وابتسم في سعاده …. فسوف تتوجه كل هذه المشاعر نحوي انا …فقد اختارتني زوجتي لكون خليفه ابيها في حياتها ويا لها من خلافه ….يقترب الموكب مني رويدا رويدا تنمحي مع كل خطوه يخطوها نحوي سنه من سنين عمري السابقه حتي اذا وصلوا الي كانت قد ولدت من جديد ….استعد لابدأ حياتي ….وقفوا امامي والتقت اعيننا نحن الثلاثه في لحظه من لحظات الزمن الخالده ….نظر لي كانما يقول لي أمستعد انت؟! حانت مني نظره للجموع المجتمعه حولنا بحثت عن وحه امي لأجده مغطي بالدموع واتذكر ابي العزيز واتصوره يبتسم في قبره وهو يراني في هذا المشهد الدي طالما تمناه…اعود لأنظر في عينيه قائلا نعم ….يتخلي عن ذراعها وتتلامس ايدينا انا و زوجتي لاول مره …تتبطأ ذراعي واشعر بدفئ جسدها بجانبي….. انظر في عينها وابتسم ونخطوا اول خطوه لنا معا………………………………………………………………………………………
الثالثه
علي باب الجنه نقف! انا وزوجتي والعائله خلفنا ..اما باب منزلنا الحبيب نقف امامه لأول مره وايدينا متشابكه …. قالوا قديما ان الطريق الي النجاح احلي كنيرا من لحظه النجاح نفسها ولكن ليس ها هنا....فأنا الان في اسعد لحظه في حياتي علي الاطلاق ...احما زوجتي كما في الافلام واخطو بها داخل جنتنا ....نغلق البواب وننظر لبعبضنا ....تريد ان تتكلم فأضع يدي علي شفتيها واقول لها هي اغمضي عينك وتعالي اريكي هديني لكي...زنغمض عينيها وتتبعني وانا امسك يديها ..أخذها لجزء من المنزل تم تعديله وبنأه امس فقط ليكون مفاجأه تفتح عينيها لتري مصلي صغير في ركن المنزل تفوح منه رأئحه المسك....تنظر الي بعينين ملأهما الحب تريد ان تتكلم فاضع يدي علي شفتيها ثانيا قائلا هيا توضئي اولا فتجيبني مبتسمه انا متوضئه دائما فأبتسم قائلا اعلم ...نقف في مصلانا ببدلتي الانيقه السوداء كالليل وفستانها الرائع الابيض كنور الصبح ...أمها لأول مره ونتجه للقبله
الله اكبر.....الحمد لله رب العالمين...."لك الحمد يارب علي ما انعمت به علي"......... الله اكبر... سبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي " الحمد لله يارب حققتيلي حلمي واملي يارب اكرمني وباركلي فيها وباركلي حياتي معاها يارب ارضي عنا واكرمنا واحفظنا واصلحلنا ديننا ودنيانا يارب ملناش غيرك متسبناش يارب يارب يارب"
الله اكبر ......سمع اللي لمن حمده ...ربنا لك الحمد والشكر يارب العالمين "اللهم لك الحمد حتي ترضي ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا...اللهم آمبن"....الله اكبر.....السلام عليكم ورحمه الله ...السلام عليكم ورحمه الله .......التفت اليها واتذكر الجمله التي تقال للعروسين بعد انتهاء المراسم في الدول الغربيه now you can kiss the pride""
فأقبلها......................................................................................

2008/09/10

في الطريق الي الذنب!


في طريق كل منا الي ذنب ما هناك مساحه من التفكير تتصارع فيها الافكار وتحدد نتيجه هذا الصراع وجهتنا اما الي ان نتلقي كتابنا بأيماننا واما ان نكون من اصحاب السعير...وهذه بعضا من هذه الافكار والتساؤلات ...
......................................................................................................................................
انت مجنون يا بني؟!! انت عايز تعصي ربنا ؟ورايح للمعصيه برجلك؟!لا اله الا الله ...اعقل يابني واستعيذ بالله من الشيطان..انت مش خايف من ربنا؟طب اسألك سؤال مش خايف تموت دلوقتي؟ انت مش عارف ملك الموت هيزورك امتي ...ممكن يكون جاي دلوقتي ...تخيل بقي لو جالك وانت رايح تعمل معصيه مع سبق الاصرار والترصد!!! يابني انت متعرفش ان من عاش علي شيء مات عليه ومن مات علي شيء بعث عليه؟!!!! يعني جنابك لو مت دلوقتي وده وارد جدا ومش بعيد زي ما انت متخيل هتقابل ربنا وانت علي ذنب وعلي معصيه!!!! يالله ....انت متخيل يعني ايه ده؟؟ تخيل ابوك مسافر بقاله عشر سنين وجه من السفر فجاه عشان وحشته ودخل عليك وجدك بتعمل حاجه غلط او مش بيحبها! هيكون احساسك ايه ساعتها؟؟؟ ولله المثل الاعلي ....انت عايز تخاطر انك تقابل ربنا وانت بتعصيه مش خايف ؟مش مكسوف؟يابني بعد ما بنتساب في القبر مفيش حد بيفضل معانا غير عملنا الصالح... بس ....كل الدنيا والشهوات وكل وساوس الشيطان بتروح وتطير خلاص ...بس مش يتروح بعيد هتروح علي خزائن سيئاتك لو مرجعتش عن الطريق اللي انت فيه.....فوق يا بني وخاف واختشي ...لو ساعتك جت متتخيلش حجم الندم اللي هتكون فيه!! اذا كان المحسن بيكون ندماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان انه مزودش عمله الصالح فما بالك يا مسيء؟!!!انت عايز تعصي ربنا؟؟! وانت مين انت يا انسان عشان تعصي الله ملك الملوك ورب السموات والارض؟؟!!انت عايز تقف ادام ربنا وتحربه؟!! يالله... يعني ربنا يقول افعل فلا تفعل ..يقول لا تفعل فتفعل؟! ايه الجبروت والجهل ده؟!!! ايه العند والضياع اللي انت فيه ده يا بائس يا مذنب؟!! خاف من الموت فانه لا يستأذن احد!!!!
....................................................................................................................................
طب سيبك من الموت ...انت عايش يا سيدي ومش هتموت ولسه في طريقك الي الذنب..طب هتعيش ازاي ؟؟!! هتعيش ازاي وربنا غضبان عليك؟؟انت عارف ان انت في وجودك محتاج في كل لحظه ونفس لله عز وجل....انت متقدرش (تكون) من غير ملك الملوك ...هتعيش ازاي بقي وهو غضبان عليك...تخيل ان رب هذا الكون ورب السموات والارض ورب كل ما حولك..غضبان عليك...مش راضي عنك ...مش عايز يبصلك....مش بيحبك ..تعيش ازاي ؟؟ تيجي السعاده منين في حياتك؟؟!! هيكون فيها ايه اذا شلك منها نور ربنا ....فضلك ايه تاني ..انت متعرفش ان من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ..؟؟يعني تخيل كام مره كنت مزنوق في موقف ما ...كنت في ضيقه وخنقه وبتدور علي اي مخرج... وبتقول انك مستعد تعمل اي حاجه بس تطلع من المأزق ده بتبقي مستعد تبوس ايادي الناس عشان يساعدوك وسبحان الله ربنا عشان بيحبك وانت غالي عليه بيخرجك من كل ده من غير كل الذل ده عشان انت غالي عليه مجرد ما تقول يارب.... يفرجها عليك علي طول ..انت بقي في طريقك ده هتتحرم من كل الحب ده ..هتعيش مذلول لناس ذيك في دنيا اسمها جي اصلا من الدنو ...دنيا حقيره..زهتدعي ربنا ازاي ...بانهي وش هتقف تقوله ايه هتقوله يارب انت ادتني كل حاجه وساعدتني في كل حاجه وكنت معايا وحفظتني وعشان كده ان بعصيك يارب؟!!! انا بغضبك يارب؟؟؟ انا بقولك لا يارب؟؟؟هتقول ايه؟؟؟؟ تخيل ان مشروعك اللي انت بقالك سنين شغال عليه ولا امتحانك اللي بتذاكرله وانت عارف كويس ان لولا كرم ربنا عليك عمرك ما هتاخد بعملك بس كل اللي انت بتأخده...تخيل ربنا خلاص مش هيقف جنبك فيهم وان كل ده هيضيع خلاص... انت مش رايح تعصي ربنا؟؟ مش خلاص مش عايز تتقيه؟؟ ازاي بقي عيزه يرزقك وينيجك من المحن؟ خاف ربنا يا بني وارجع اتقي الله واستعيذ بالله من الشيطان
.......................................................................................................................................
طب خلاص ان مش هقولك انت عايش ولا هتموت...انا مش هكلمك اصلا...انا هكلم الامل اللي فيك .....هكلم قلبك... يا قلب الم تسأم الظلمه؟؟الا تشتاق الي االنور؟؟يا قلب اما آن الآوان ان تخشع لذكر الله ؟؟؟ياقلب أما آن وقت العلاج ؟؟؟يا قلب أما اشتقت الي فطرتك التي فطرك عليها ربك؟؟ يا قلب اما اشتقت لرؤيه الله؟؟ اما اشتقت للكلام مع الله؟؟ ياقلب اما آن أوان التوبه ؟؟ آما آن آوان الرجوع الي الله؟؟ أما آن آوان البكاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء؟؟ابكي يا قلب .....ابكي علي ما فاتك... ابكي واستغفر الله وتب اليه ....ابكي واطلب منه السماح والرحمه ...ابكي واطلب منه ان يهديك..ابكي واطلب منه ان يقربك منه.... ابكي واطلب منه العوده!! ابكي يا قلب فما لك سواه.

2008/09/05

تأملات في فاتحه كتاب الله

خواطر من سوره نقرؤها 17 مره في اليوم علي الاقل
بسم الله الرحمن الرحيم
الله...اجمل حاجه انك تبدأ اي حاجه باسم ربنا وذكره...تحس ان ربنا معاك كده وبيباركلك فيها..
الحمد لله رب العالمين
الله...اول حاجه اننا نشكر ربنا ..ومش اي شكر ...ده احنا بنقول ان الحمد كله لله...مش مجرد شكر ...لانه مينفعش وميصحش...احنا بنكلم الملك علي رأي مصطفي حسني...يعني الشكر المطلق كله لله عز وجل .. مهو اصله صح اصل احنا هنشكر ربنا علي ايه ولا ايه ...ده احنا لو قعدنا نعد نعم ربنا بس مش هنعرف !!!...امال لو حبينا نشكره عليها نعمل ايه؟!....سبحان الله ..فعلا الحمد كل الحمد لله ...اه الحمد لله رب العالمين...ايوه كده ...ده احنا بنتكلم عن العظيم رب العالمين رب الانس والجن...الله شوف الحلاوه لما يجي الشكر وبعديه بيان العظمه ..الواحد يحس كده بعظمه من يعبد فيحس اد ايه هو صغير ومحظوظ ....محظوظ عشان ربنا انعم عليه بنعمه الاسلام وكفي بها نعمه
الرحمن الرحيم
شوف ربنا علي طول بيديلك الامل ويقول لك انه هو الرحمن الرحيم عشان تفضل فاكر دايما انك مش لوحدك وان كل اللي يجيبه ربنا خير عشان هو الرحمن ...تخيل ربنا ليه 99 ايس بس حطلنا في السوره اللي بنقرأها كل يوم اسمه المتعلق بالرحمه ..وشوف انت بقي ! اد ايه ربنا رحيم بينا واد ايه مش عابزنا ننسي ده عشان منروحش في سكه غلط سبحان الله
مالك يوم الدين
يوم الدين...اه...ما اكبر واعظم هذا اليوم !!....تخيل بس ان في اليوم ده سيجمع ربي كل الناس من يوم ان نزل ادم من السماء حتي تقوم الساعه..ياااااااااااااااه كل ديه ناس...ده بغض النظر عن اليوم نفسه ده يوم القيامه! ..ايوه صح وعشان كده ربنا بيفكرنا علي طول انه هو الماك والمسيطر في هذا اليوم وكل الايام....عشان نفتكر بسرعه بعد الحمد ان مصيرنا كلنا الي هذا اليوم وكل واحد يخلي باله ويستعد عشان اليوم ده قريييييييييييييب جدا بس احنا مش واخدين بالنا
اياك نعبد
وهل يوجد معبود سواه؟! احنا عيشين عشان نشوف ربنا في كل حاجه..اصل العباده مش دين وشعائر وخلاص... العباده حب .. ومعرفه ...وادراك...وانبهار ... وتقرب... العباده استشعار الوجود الالهي بالقلب ورؤيته بالعقل ...العباده هي ان تري الله هو كل شيء وكل من دونه لا شيء... العباده ارتجافتك حين تسمع كلام القدوس هي دموعك حين تصلي له في جوف الليل وحدك... اياك نعبد حقا يارب فأذا كنت انت وحدك لا شريك لك فعبادتك هي الطريق الوحيد الرسوم لنا في هذه الرحله ..هي الخريطه الهاديه لنا في هذا التيه البغيض..حقا اياك نعبد
واياك نستعين
ومن لنا سواه ؟! هو المستعان لا ملجأ منه الا اليه ندعوه فيستجيب لنا دون حجب او وسطاء...اياك نستعين ....فأنت الملجأ والملاذ وهل يملك غيرك من الامر شيء؟؟ انت المدبر والمصور انت مصرف الامور وملك كل الامور ....وكيف استعين بغيرك وهم في وجودهم اليك محتاجون! كيف استعين بغيرك وانت علام الغيوب ...اياك استعين ياربي لقضاء حوائجي واموري....وانت ارحم الراحمين فتأخر الامر او تؤجله لحكمه لا اعلمها ولكني اعلم انها الخير لي في النهايه....فانت المستعان علي ما يصفون
اهدنا الصراط المستقيم
اللهم امين!....اهدينا يارب لصراطك الستقيم في الدنيا والاخره ....هي دي الدعوه فعلا ...يارب اهدينا عشان نعدي اصعب امتحان عرفه البشر... الصراط! واه من الصراط... اه منه فهو احد من السيف وارفع من الشعره...هو الامتحان الاول والاخير في حياتنا ....هو الفيصل بين جنات تجري من تحتها الانهار و جهنم وبئس المصير ....يارب اهدينا لصراطك المستقيم في الدنيا قبل الاخره...اهدينا لطريق معرفتك ورضاك وكرمك وعفوك ومغفرتك .....يارب
صراط الذين انعمت عليهم
وهي ديه النعمه فعلا!...وهل هناك اغلي من ان يهيدنا الله عز وجل؟! وسبحان الله... ربنا بيفكرنا 17 مره في اليوم بأهم مفتاح للهدايه...الا وهي الصحبه الصالحه "صراط الذين انعمت عليهم" فعلا الصحبه الصالحه هم مفتاح من مفاتيح الهدايه عشان الانسان بيطبع بطباع الناس المحيطين بيه....وربنا بيفكرنا بكده عشان لازم كل واحد يشوف الناس المحيطين بيه واخدينه علي فين...للصراط المستقيم ولا لأسفل سافلين؟ وكل واحد علي قدره يعني كل واحد يشوف عايز يروح فين و يدور ويشوف مين رايح هناك ويمسك في ايده عشان يشده معاه ..سواء للصح او للوحل
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
اعوذ بالله! مغضوب عليهم ؟؟ ياااه تخيل ان ربنا يبقي غضبان عليك انت يا انسان ياللي متسواش حاجه خالص...الملك غضبان عليك يا من لا حول لك ولا قوه رحماك يا رب ازاي انسان يبقي عايش وعارف ان ربنا غضبان عليه وعايش عادي كده؟!!! لو مات دلوقتي هيعمل ايه البائس ده ؟!!!!! رحماك يا ربي .....وكمان ضالين .....ياتري هل احنا من الضالين دول؟ هل ضلنا الطريق؟ هل استسلمنا لشياطيننا ؟ استغفر الله العظيم ..ربنا يرحمنا ويبعدنا عن هولاء الهالكين
امين
امين يارب العالمين...يارب اهديني واغفر لي وارحمني يارب قربني منك ومتبعدنيش عن طريقك يارب خليك معايا علي طول يارب حبب الايمان لقلبي يارب ادوق حلاوه رؤياك بقلبي يارب اهديني وخليك معايا واغفرلي وارحمني وتوب علي يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب

2008/08/29

وانا واقف في الشباك

(خواطر حقيقه من وحي وقفتي في شباك حجرتي)
انا : هو انا هحبها ولا ايه؟!
نفسي : تحب مين ياعم ...اهدي كده وصلي علي النبي
انا : عليه الصلاه والسلام ...امال اللي انا فيه ده اسمه ايه؟
نفسي : ممممم مش عارف ...بس معتقدش انه حب
انا : امال يبقي اسمه ايه يا فتك؟
نفسي : ممممم معرفش برضه
انا : طب هو الواحد يعرف انه بيحب ازاي؟؟
نفسي: ديه بقي معرفهاش
انا : انت مالك غبي كده ليه النهارده؟
نفسي : اللي يكرم اصلك
انا : لا بجد فكر معايا ازاي اعرف اذا كنت بحب ولا لأ؟
نفسي : ممم ممكن نسال حد عنده خبره في المواضيع ديه
انا : خبره اكتر مني؟ انت نسيت اني انا اللي بحل كل مشاكل اصحابي العاطفيه !
نفسي : يا فرحتي وتيجي عندنا هنا وتبقي حمار كبير... ياعم اسال حد من العيال الجامده اللي ليهم في المسائل ديه
انا : ما انا سالت!
نفسي : وبعدسن يا مستفز!
انا : اصل الاجابه كانت اصلا مستفزه...بسأله ازي هتعرف اللي بتحبها قالي "لما توحشني وهي جنبي"...شفت هبل اكتر من كده؟!
نفسي : بصراحه.......اه
انا : اصلا هو لو بيفهم هيعرف انه مش فاهم اي حاجه ولا ده اسمه حب لانها لو وحشته وهي جنبه
اولا مش هتبقي كافيه ليه لانه مش حاسس انها عملاله ستسفكشن وكمان لو افترضنا بقي انه رومانسي وكلام الهجس بتاع الاغاني وانها من كتر ما وحشاه بقيت كمان وحشاه وهي جنبه تبقي نزوه مش اكتر مفيش استقرار كده و تركيز
نفسي : يا جامد يا بتاع الاستقرار انت!
انا : اصلا كل كلام الاغاني مبتذل موت ومش صح ومش بيعبر عن اي حاجه
وحرام كمان!
نفسي : في ديه معاك حق....بس مش كل الاغاني برضه!
انا : هو اه في حاجات كويسه ومعانيها ساميه ورقيقه ...بس برضه مينفعش الكلام ده يبقي علي الملأ ...دي حاجات بين الراجل ومراته !
نفسي : صح
انا : طب اعرف ازاي بقي؟
نفسي : هو انت اصلا كنت بتسال صحبك ده ليه؟
انا : اصلي كنت فكرت في حاجه المفروض تبقي موجوده في اللي بحبها... فقلت اخد رأيه فيها بس فقعني بأجبته فمقلتلوش!
نفسي : وايه الحاجه ديه بقي ؟
انا : كنت بفكر اني اللي هحبها ديه هي الانسانه الوحيده اللي ممكن اعترف قدمها باخطائي واي حاجه غلط عملتها ومكسوف منها ومكونش خجلان من نفسي!
نفسي : .....................................................................................
انا : ايه؟
نفسي : مش عارف ...مش حاسسها او مش هي ديه...ديه حاجه ممكن اه وممكن لأ
انا : امال ايه؟
نفسي : فاكر الاختبار اللي عملناه زمان؟!
انا : انهي؟
نفسي : بتاع النوم!!
انا : اه ....اللي هو اني انام في السرير وافكر فيها وابص للسقف وافضل افكر وابص لحد الصبح عشان مش عرفت انام من التفكير؟
نفسي : ايوه عليك نور هو ده ايه رأيك؟
انا : بس اصل انت عارف اني بنام علي طول ومش في حاجه تقدر تخليني صاحي وكمان وانا راقد في السرير لحد الصبح!
نفسي : امال ايه بقي انتي خنفتني و كمان احترم نفسك بقي واتلم ده كلها يومين ورمضان يهل!!
انا : احترم نفسي ايه ياحمار ؟!! هو انا بقولك هخدها واروح سينما ولا نمسك ايدين بعض ونتصرمح عالكورنيش؟!!!!! انا بكلمك في احساس يا متخلف احساااااااااااااااااااااااااي في احساس حرام او غلط؟ هو ربنا قال متحبوش في رمضان ؟!! ايه ده ؟
نفسي : ايه يا عم براحه شويه انا مكنش قصدي
انا : استغفر الله العظيم
نفسي : طب ممكن اسالك سؤال؟
انا : اطربني !
نفسي : هو انت مشكلتك ازاي تعرف اذا كنت بتحب ولا لأ؟
انا : ايه ده ؟عرفتها لوحدك ؟ برافووو
نفسي : من غير تريقه لو سمحت...انتي لو فعلا بتدور علي الحب او تتأكد من وجوده يبقي انت ناقصك خطوه مهمه جدا!
انا : الا وهي؟
نفسي : انك تعرفه!
انا : يعني ايه مش فاهم؟
نفسي : يعني عشان الواحد يلاقي حاجه لازم يكون عارفها اصلا .. انت راجل بتاع كميا وعارف انك عشان تكشف عن وجود ماده لازم تكون عارف تركيبها الاول!
انا : كمل..
نفسي : يعني اذا كنت عايز تعرف اذا كنت بتحب ولا لأ يبقي لازم تعرف الاول ايه هو ده اللي انت بتدور عليه....ايه هو الحب؟!!
انا : ايه السؤال ده ....الحب هو.....هو.......هو الحب!
نفسي : عرفت الماء بعد جهد بالماء! يا ابني انت عارف اننا في زمن اغبر المعاصي والشهوات بقيت هي الاساس والحق النور بقوا حاجه استسنائيه والفتن دلوقتي بقيت في السوبر ماركت! والصح اتخلط بالغلط ومحدش بقي عارف حاجه ... عشان تعرف تلاقي اللي انت بتدور عليه وتعمله صح يعني تعمل الصح صح لازم تبقي عارف كويس ايه هو الصح ده كويس اوي عشان تعرف توصله...فهمت حاجه؟
انا : تصدق طلعت بتفهم !
نفسي : الله يخليك ...دلوقتي بقي لازم تعرف ايه هو الحب اللي انت عايز تكشف عن وجوده ...عشان انواع الحب في الزمن ديه كتير والكبائر والمعاصي اللي بترتكب باسم ااحب بقيت اكتر ..من اول حب الكليبات والاغاني لحد حب العرفي !
انا : اعوذ بالله ....احنا مالنا بالحاجات ديه ...انا بتكلم عن الحب ..الحب اللي اساسه اني احب الله واحب عباده فيه...ومش معني اني احب واحده يبقي غلط...اني هدفي من الحب ده هو انها تكون مراتي ونص ديني زي ما ربنا امر
انها تبقي نص ديني وربنا يعنني واتقيه في النص التاني ... و كمان انت عارف ان ايا كانت نتيجه تفكيري ده يعني سواء طلعت بحبها او لا ده لن يغير من طريقه معاملتي ليها او علاقتنا ..كل اللي هيتغير هو طريقه تفكيري واستعدادي ..يعني هحطها كهدف وحلم قدامي وااموت نفسي واعمل كل حاجه عشان اوصل لحلمي
نفسي : جميل بس برده معرفناش ايه هو الحب اللي بندور عليه!
انا : ممممم بص هو انا لما بتخيل كده بشوف ان الحب ارتياح لشخص وثق به عقلك وسلم له قلبك ... يعني عارف لما تبقي مخنوق موووت وممكن تكون مش عارف حتي ليه وماشي في الشارع ونفسك تكلم اي حد بس كل ما يجي في بالك حد تستبعده
لحد ما توصل لشخص ما تقرر ان هو ده اللي انت عايز تكلمه و تبقي اخر دقيقه في موبيلك وتكلمه وممكن متقلوش حاجه خالص بس تسمعه او تستمتع بكونك معاه حتي لو كان علي التليفون وحتي لو كانت لحظه
او عارف ممكن تكون جامد بقي وبدل ما تكلمه تقوم نبعتله بأخر رصيد معاك رساله فاضيه
نفسي : فاضيه؟ ازاي يعني؟
انا : ايوه ده كده يبقي اولا بيرتاح للشخص ده جدا وكمان واثق فيه جدا عشان مجرد انه عارف ان الشخص ده افتكروا لما شاف الرساله ريحوا
نفسي : لا جامد....بس تفتكر هو ده ؟
انا : مش عار ف والله بس هو ده اللي عرفت اوصله كل الكلام التاني بحس انه مش تمام... انه كلام خادع... مظهره حلو بس جواه كدب مش هو ده اللي بيعبر عن الحب الصح....حاجات كلها مش واقعيه ومش منطقيه ...ومتقوليش ان الحب نفسه مش منطقي عشان ديه اكبر كدبه... الحب اللي اساسه حب ربنا مينفعش ان يكون غير منطقي وكمان الامام علي كرم الله وجهه قال ان الارواح جنود مجنده فيها اللي بيتجاذب وفيها اللي بيتنافر يعني مش هبل
نفسي : كلام جميل كلام معقول مقدرش اقول حاجه عنه بس برده هو ده؟
انا : والله ده اللي مش عجبك يكفيني لحد ما الاقي حاجه اصح منه
نفسي : طيب ربنا يوفقك بس برده مش وصلت لاجابه السؤال بتحبها ولا؟
انا : والله هو ..............
*مصطفي مصطفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه بطل واقفه في الشباك و
كلم ماما
انا : ايو انا جاي اهه.
.....................................................................................................................

2008/08/28

هذا اكبر!

هل الايمان بالقلب ام بالعقل ؟ ام الاثنين معا ؟ واذا كان كذلك- اي بالقلب والعقل- فأيهم يسبق الاخر ؟ واذا كان ايمانك في عقلك فقط هل هذا جيد ام لا ؟ والعكس اذا كان في القلب فقط ؟ اسئله كثيره تدور في هذا الفلك...الايمان..والقلب..والعقل يخبرنا التاريخ ان الايمان يبدأ في العقل ويستقر في القلب... ولاغني عن القلب للايمان ولكن هل يمكن الاستغناء عن العقل ؟! في الازمنه الغابره كان العقل محركا هاما واساسيا لادراك الوجود الالهي... وحتي في زمننا هذا للعقل دور مهم في رحله هذا الادراك ولكن ليس لكل الناس وليس لكل العقول ...العقل الان اصبح طريقا لا يسلكه الا بعض العلماء والمتأملين و بعض الملحدين. ولكن ماذا عنا نحن...نحن الذين ولدنا ونحن علي الاقل مسلمون ولدنا وعرفنا ان الله ربنا ومحمد رسولنا...و لكن الاسلام شيء والايمان شيء اخر ! انا احاول ان اتخيل حال سيدنا ابراهيم عليه السلام حين ذهب يبحث عن رب هذا الكون... تري ما الذي دفعه الي هذا ؟ اكان الشعور بفراغ عقلي وروحي لعدم معرفته الله؟ ولكن كانت هناك عند قومه الهه تعبد من دون الله... اي كان هناك نوع من الاشباع لرغبات البشر الروحيه المبنيه علي حاجه الانسان في كل مكان وزمان الي حياه دينيه ومعبود يتقرب اليه بغض التظر عن ماهيه هذا الاله المعبود!... اذا لماذا رفض سيدنا ابراهيم ذلك الوضع ؟المرجح انه اقتنع ان الاصنام التي يعبدها قومه لاتنفع ولا تضر ولا تملك من امرها شيئا حتي تكون قادره ان تتحكم وتنظم مصائر البشر وحياتهم! ....فذهب يبحث عن رب او اله جدير بأن يكون ملك هذا الكون وحتي حين حاول ان يبحث ونظر حوله في الكون الفسيح و رفض الشمس والقمر والنجوم كالهه... كان يعتمد علي وجهه نظر عقليه بحته! فهو رفض ان يكون ربه نجم يظهر ويغيب اقتنتعا منه بان رب هذا الكون اكبر من هذا.... اذا اين القلب ودوره ؟ لقد كان رفض ابراهيم خليل الله للشمس كرب له نقطه تحول في اعظم قصه ايمان في التاريخ... اذ استعمل سيدنا ايراهيم عقله وقلبه في هذه اللحظه ليدرك ان ربه لا يمكن رؤيته بالعين المجرده... وانما يجب ان يؤمن الانسان انه موجود وان كل النجوم و الشمس و القمر ما هي الا جزء صغير من عجائب قدرته في كونه ...اذا لقد استعمل ايراهيم عقله ليدرك وجود خلل في عبادته و استعمله ايضا للبحث وتصحيح هذا الخلل ولكنه لم يستطيع ان يصل الي الحل في صوره ماديه فأستعمل المعطيات التي حصل عليها من رحلته العقليه وابتكر اسلوبا جديد للبحث الا وهو القلب... الشعور بوجود الله... بوجود قوه خفيه في هذا الكون تحركه وتتحكم فيه؟؟؟ بوجود شيء خفي داخل كل نفس (يمتزج مع) صفاتها البشريه ويمنعها من النزول لمرتبه الحيوانات... يمنعنا من الاستسلام لرغباتنا وغرائزنا الحيوانيه... شيء يجعلنا ندرك او نتسائل عن ماهيه الروح واحساسنا بها ....يجعلنا ندرك الفرق بين الروح والجسد ندرك اننا اصلا نتكون من روح وجسد! ولكن هل كان لابراهيم ان يدرك هذا كله بقلبه فقط؟ دون رحلته العقليه؟ لا اعتقد و لكن السؤال الاهم الان اذا كان هذا الصراع العقلي ورحله البحث المضنيه في زمن سيدنا ابراهيم فماذا عنا الان؟؟ نحن الذين ولدنا وعلمونا او لقنا ان الله هو الاله ومحمد هو الرسول؟ماذا عنا ؟ اين عقولنا وقلوبنا؟ اين رحلتنا؟ان الاف الناس يدخلون في الدين الله افوجا يوميا اما عن طريق العقل لرؤيتهم عجائب ومعجزات العلم كالعالم الذي اسلم حين اكتشف ان النمل يتكون اساس من الزجاج وان كلمه اللي في كتابه ليحطمنكم هي الانسب علب الاطلاق او عن طريق القلب لقرائتهم كتب الصوفيه كابن العربي والنفري وغيرهم فقد شعروا في هذه الكتب بما يملاء فراغهم الروحي شعروا بلذه ان تراي الله بالقلب وكما يقول الصوفيه نحن في لذه لو عرفها الملوك لاقاتلونا عليها بالسيوف...وحين اقول عن طريق القلب او العقل لا اقصد ان الايمان جاء منهم فقط ولكنه –القلب او العقل-كان اول الطريق والبوابه التي عبر منها الايمان بالحق.......ونعود ونسال انفسنا من منا تامل في خلق الله وعجائب قدرته حتي وصل لنشوه عقليه جعلته يشعر انه يدرك وجود الله لاول مره ....منا منا قال سبحان الله وهو يدرك معناها ويشعر به....من منا قرأ عن الصوفيه او عن الله عز وجل واسمائه وصفاته ...من تامل في الله وود ان يري الله بقلبه؟منا اصلا يعرف ماهيه ان يري الله بالقلب او يعرف انها ممكنه؟اذا كان الله انعم علينا بنعمه الاسلام –وكفي بها نعمه-فأصغر شيء واحب علينا هو ان نعرف ربنا والاهنا حق معرفه....ان نتقرب من سندنا وملاذنا يالحب واول طريق الحب المعرفه فالحب بدون معرفه عبث والمعرفه دون حب جهل ....ولا يليق بنا نحن عباد الله واحباب نبيه ان نكون عابثين او جهلاء ....وتذكروا حين نقف بين يدي القدوس ويسألنا عن معرفتنا به وباسمأه الحسني وصفاته العلا فبماذا سنجيب؟؟ سبحان ربك رب العزه عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين

2008/08/11

اصبر

اقسي شعور هو العجز....العجز.... والاقسي هو العجز مع القدره!!...هذيان؟ ....ممكن...كل شئ اصبح ممكناً...العجز مع القدره ...ان تملك الجواب ولا تستطيع ان تبوح به....ان تملك الدواء ولا يمكنك ان تداوي به....والاقسي انك لا يمكن حتي ان تعزي نفسك بكونك شهيداً اوضحيه... فأنت المسيطر...لا يمنعك من رغبتك سوي نفسك وحلمك وقدرتك...العجز مع القدره...تمني نفسك بغد افضل من اليوم...ولكنك لست واثقا ولكنك لاتسطيع تتمرد علي هذا التمني ...ثمن التمرد غالي لايمكنك تحمله....لا يمكنك من الاصل ان تتمرد لان تمردك جزء من رغبتك ...ورغبتك تقمعها قدرتك....وهذا هو عجزك...وهذه هي معجزتك.....قال هاملت اكون او لا اكون؟...وانا اقول اقدر ام لا اقدر؟! تلك هي المسأله...حياتك تتأرجح بين جانبي القدره....ان تعطي او تمنع....ان تقبل او ترجع....ان تقول وتجيب.....او تصمت وتنتظر.... فربما يكون جزاء صبرك واحجامك ان تمنح الفرصه يوما ما .....ان تقول وتجيب ...ان تكون قدرتك ورغبتك خطان غير متوازيان ....ان يلتقيا في نقطه ما ....وتقدر وترغب.....وحتي ان لم يكن هذا جزائك ....فلا بديل امامك...فالتمني والرغبه خير من الندم والحسره...لاتندم علي لحظه تخليت عنها الان ....فلعلها بذره لبستان من الدقائق غدا....اصبر وما صبرك الا بالله.

2008/08/07

وانا كمان بحلم

وانا كمان بحلم
منذ نعومة اظافري ولي حلم واحد يشغل بالي وتفكيري ويعرفة المقربين مني واسرتي الصغيرة ويضحكون وهو ببساطة ان اتزوج ليس ان احب او اعشق او اجد فتاة احلامي-هذا ان وجدت اصلا- ولكن على العكس تماما تتويجا لكل هذة الرغبات والامنيات فانا اريد ان اتزوج واستقر واعيش مع من سلم لها قلبي ووثق بها عقلي فزوجتي هي حبيبتي وفتتاتي وسيدتي واميرتي التي تسكن برجا عاليا يحرسه تنين بري تنتظرني وتنتظر القبلة الاولى لتبدأ حياتها بي ولي,زوجتي هي الحلم الذي عشت فيه اكثر من عقدين من الزمن واتمنى ان اعيش فيه عدد لا نهائي من القرون, زوجتي هي كل شئ يمكن ان تتخيله وتبتسم, هي وحدها صاحبة المساحة المتبقية في قلبي بعد ربي جل شأنه .
اذن هي كل ما اتمناه وابتغيه..... والغريب انه طوال سنوات عمري التي تجاوزت العشرون لم اضع مواصفات او شروط لحلمي المنتظر او ان شئنا وجه الدقة لن استطيع فهي بالنسبة لي شئ اكبر من ان اتخيله او اصفه واسجنه في حروف وكلمات,هي اجمل احساس سيمر بي-بعد خشوعي ورؤية ربي بقلبي طبعا- في حياتي كلها والاحاسيس الجميله لا يمكن ان توصف فما بالكم باجملها على الاطلاق...طول حياتي اتخيلها طيفا كبيرا غامضا يملأ افقي وحياتي... واحترت كثيرا كيف سأعرفها والتقيها ولولا انني لا امن بالحب من اول نظرة...لأيقنت انني سأعرفنها لمجرد ان اراها...وكم من المرات جلست اتخيل ماذا تفعل حلمي الان هل تاكل ام نائمة, تتحدث في الهاتف ام تشاهد التلفاز. امشي في الشارع واتسأل هل من الممكن ان تكون هي التي امامي في الشارع او تجلس معي فالسيارة...اه,لم احبسها في حروف وكلما ولكني تخيلتها او حاولت وكلما حاولت لا تراودني سوى صورة واحدة... لم استطع بعد ترجمتها لحروف وكلمات ولكني اعرف حلمي جدا فهي.. هي عذبة غالية صعبة المنال كأميرات العصور الوسطى او كفتيات قبائل افريقيا هي حالمة هادئة ولكنها مليئة بالحياة تضخ الامل في من حولها منذ الابد هي شفافة نقية,حازمة كحد السيف رقيقة كأوراق الشجر هي صورة نورانية في هيئة انسان هي نصفي الذي اظهر له نصفي الذي لا يراه الناس ونصفي الذي يرى نصفي الذي يراه الناس هي من سيزول معها غروري وكبريائي واغدو بها ومعها سيد الناس اجمعين.. لن اخجل من اعترف بذنوبي واخطائي فهي هي مصدر الطهارة والنور فحياتي ستكون شمسي التي ادور حولها وفلكي الذي اسبح فيه سأكون بها واحدا صحيحا"كاملا" لا ينقصني شئ هي الوحيدة التي لن ارفض ان اطلب منها المساعدة هي بداية كل شئ ونهاية كل شئ,هي من سيتوقف الزمان حين ترحل ويبدأ العمر حين اجدها,هي نقطة ضعفي الوحيدة ومصدر قوتي...هي..حقا اني لأجد ما اكتبه وسأكتبه مبتذلا جدا لأنها ببساطة لا توصف ليس لانها خالية من العيوب والنقائص بل لانها ل توصف هي كالالوان لا يمكنا ان تصفها لضرير هي غموض الاسود ونقاء الابيض حيوية الاخضر وهدوء الازرق وجموح الاحمروثبات الاصفر... تراها في روعة قوس قزح والوانه واصرار امواج البحر على ضرب صخور الشاطئ وتراها ايضا في صمود هذة الصخور تراها في عمر النخل الطويل وبقاء الغابات الاكيد وابتسامتها اه ه ه من ابتسامتها انها السر الذي يبحث عنه الاطباء منذ عقود لشفاء ما استعصى من امراض اذا كان البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله طبيب فالبيت الذي تدخله بسمتها لا يدخله شيطان ولا حزن ولا حرمان ولا احباط هي كالسد تمنع في جانب الفيضان وتتصدى له في صمود وتعطي وتهب على الجانب الاخر في رحمة وحب ....هي المراءة الصالحة التي تزن نصف الدين..حين احبط واعاني من وحشة الايام وقسوتها اطلق لخيالي العنان لأتخيل يوما واحد من ايامي معها وكفى بهذا علاجا لامراضي كلها....يبدأ يومي حين توقظني لأفتح عيني على ابتسامتها يا الله هل من شئ قادر على افساد صباح بدأ بهذا الوجه النوراني وهذة الابتسامة الملائكيه...لا اظن. اذهب لتناول افطاري الذي اعدته بنفسها لي انا وحدي,اجلس جوارها وقبل ان اكل انظر الى اليدين الائي سلمت لها حياتي ونفسي واحتضنهما في يدي واقبلهما واحمد ربي على هذة النعمة,اتناول افطاري وانا انظر لها مثلما كنت افعل قبل زواجنا انظر لها وحسب استمد من وجودها وبسمتها كل الطاقة والامل اللازمان ليومي لقد كانت لي هوايات كثيرة لكني لم اجد واحدة افضل من النظر الى زوجتي دون كلام... اذهب لارتدي ملابسي المختارة بعناية من قبلها وتشرف بنفسها على ملابسي فلابد ان اكون(اشيك واحد) وتعقد لي رابطة العنق لانها تعرف اني لا استطيع عقدها الا كطلاب الثانوي,اقبل جبينها الطاهر وانظر الي عينيها واتأمل, تنهرني برقة وتطالبني باكف عن التحدق بهما حتى لا اتأخر...اغادر المنزل وان اشعر ان جزئ مني متروك خلفي في البيت...انظرلاراها في الشرفة لأشعر بالامان في هذا العالم منها خارج البيت,امضي الساعات في عملي ولكنها لا تخلو من مكالمة او رساله لها ومنها استمد منهما الطاقة لاكمل يومي وتشعل رغبتي في انهاء عملي لأعود واراها... اعود الى المنزل حاملا لها وردة صفراء... فهي تحب الاصفر وانا احبها واداعبها وهي في المطبخ تعد لنا الطعام اعيد ملابسي واساعدها فيما تصنع, اعبث الفوضى في المكان كعادتي’ فتخرجني من المطبخ ولكني لا اخرج حتى........
انتظرها حتى تفرغ من عملها لنجلس نأكل منتظرا ان تسألني عن احوالي حتى احكي لها يومي كله ولكن اسألها اولا عن يومها واسمع منها يومها كاملا قبل ام اتكلم... نفرغ من الاكل تسألني هل سأنانم فاجيبها كما اجب كل يوم"هل اضيع ساعتين فالنوم بدلا من قضئهما معكي" اطلب منها ان ترتدي ملابسها لنخرج تسألني الي اين؟ فلا اجيب ننزل سويا تتبطأ ذراعي نمشي في الشارع وانا اكاد لا اصدق نفسي فانا اسير معها يدانا يعانق بعضها البعض نمشي نتفرج على المحال وانا مستمتع برفقتها... تمطر السماء فيختبئ الجميع ولكننا نجري سريعا تحت الامطار حتى نبلغ كوبري قصر النيل نقف عليه والماء ينهمر علينا ولكننا نضحك ونلهو والناس ينظرون الينا فلا نهتم يخف الماء ولا تجف ملابسنا,نعرج على احدى المحال لأشتري شيا ما.......نعود الي البيت اطلب منها ان تستريح وادخل لاعد العشاء فهو مهمتي وتخصصي اعد الصالة؛ترابيزة في المنتصف اضاءة هادئة لا يوجد شموع فلا احبها فهي تنطفئ وتنتهي اما زوجتي فلا.
اناديها فتخرج علي في كامل زينتها وابهى ملابسها كأنها في ليلة زفافها نجلس لنأكل ولكننا لا نمس الطعام فكل منا يرى الاخر ويتحدث معه كأنه يراه للمرة الاولى... اشغل الموسيقى الهادئة التي اشتريتها وامد لها يدي قائلا:" تسمحي لي بالرقصة دي" فتبتسم خجلا وتعطني يدها اطبع قبلة عليها واراقصها....حتى تخر قوانا نقف في الشرفةوننظر الى السماء ونحمد الله عز وجل على هذة النعمه... وانظر اليها واغمض عيني وانا ارى فيها الدنيا وما فيها يا الله لينتهي يوما من ايام الجنة على الارض.
قد يكون حلمي ورديا خيالي واعترف انه من الممكن ان يكون كذلك الى حد ما ولكن حتى اذا كان الواقع صعبا مؤلما فهي قادرة على التعامل معه وتحويله الى رضا وسعادة اذا ابتلينا فهي صابرة مؤمنة اذا احبطنا فالتفأول سلاحها الدائم, ولكن مازال حلم جميل اخشى ان يكون اجمل من ان يتحقق المشكلة انني لا اتخيل انه يمكن ان يتحقق وفي نفس الوقت لا اتخيل انه من الممكن الا يحدث ان ماكتبت لا يشكل مثقال ذرة مما يعود في ذهني وقلبي وخيالي والا استطيع اخراجة اما لضيق المساحة واما لعدم القدرة عن التعبير
ربي اني احلم واسعى لتحقيق حلمي, حلم لا مجال لمعصيتك فيه بل معرفتك حق معرفة وابتغاء وجهك الكريم هو الغاية والمحرك والاصل فيه....فهل يتحقق ربي؟

2008/08/06

ربي


عمرك صليت قبل كده؟!
اكيد لو جاوبت بنعم يبقي اكيد ركعت و سجدت لله رب العالمين , فاكر كنت بتقول ايه؟!
اقولك انا , كنت بتقول 3 كلمات (سبحان ربي العظيم و سبحان ربي الاعلي ) وطبعا وبقليل من الذكاء - هذا ان كنت تمتلكه- ستعرف انني اتكلم عن الكلمه الوسطي التي تقولها خمس مرات يوميا علي الاقل في ركوعك وسجودك - او هذا هو المفروض - , وهي كلمه ربي
ربي قولها كده... جرب...حاول ...قول ربي
ربي
قولها براحه وبتمعن مش زي ما بتقولها وانت راكع او ساجد , بتخبط التلات كلمات في بعض
قول ربي وحس بيها , ربي انا , انا من دون البشر , كل هؤلاء يصلون لله , وغيرهم في كل زمان ومكان ويظل ربي انا , فنحن لا نقول ربنا ولكن ربي اي ربي انا وحدي , اشعر بالفخر حين اقولها واشعر بالألفه , فهو ربي وانا عبده ليس بيني وبينه شيء اناجيه مباشره في صلاتي وادعوه بأسمه حين احتاجه , اشعر اني قريب منه ربي , افخر به بين جميع الخلق من آمن به ومن كفر , افخر به بين من آمن لانه يسمعني ويراقبني ويغفر لي وبالرغم من وجود الملايين مثلي الا انه يظل دائما معي لا يشغله كونه عني يراقبني ويحفظني يمتحني ويجزيني يختبرني ويعطيني وهو اقرب إلي من كل شيء فهو اقرب إلي من حبل الوريد , وافخر له بين من كفر بالحق جهلاً او عنداً بأن ربي هو الحق وكل ما سواه باطل , بأنه مالك السموات والارض الحي القيوم الذي لا تأخذه سنه ولا نوم , افخـر بيه بينهم واشفق عليهم , اشفق عليهم من يوم لا تجزي نفسا عن نفسا شيء والامر يومئذ لل ه, يوم اري ربي واكلمه واستغفره , فيرحمني ويعطيني ويكرمني ويدخلني جنته وحقا اشعر بالحيره , ايهم اعظم أجنه الواحد الديان ام رؤيه وجهه الكريم؟! حقا ان الحيره نفسها لا مجال لها هنا ان الامر اعظم واكبر من ادراك البشر
يالله
ربي
لا ادري ماذا اقول ان الكلمه لا تحتاج لأي وصف او شرح او كلام انه الاطلاق الكامل , كل نسبيه العالم تلاشت وجاء اوان الاطلاق , لا ان ربي اكبر من ذلك , اكبر من ان يقارن بين النسبيه والاطلاق هو عز وجل خلق ذلك فهو اكبر منه.
خارج حدود المنطق والنسبيه والزمان والمكان
ربي

2008/08/05

دعوه


ادركت اخيرا ان تحقيق الاحلام هو اجمل شعور يمكن ان يمر به انسان , كنت اعيش طوال حياتي احلم بأسره مثاليه اطبق فيها كل ما قرأته في كتب التربيه والتنميه البشريه وما شاهدته في الافلام الغربيه والاعلام الغربي عموما , لم اكن يوما من دعاه اتباع الغرب و تقليده كالعمي لكني كنت احلم بأسره تقوم علي أسس ومباديء صحيحه , و اذا شأنا الحقيقه لم يكن حلمي يتكوين اسره هو اول او اهم احلامي وانما كان مترتبا علي اكبر احلامي وامالي في الحياه الا وهو ان التقي شريكه حياتي و اتزوجها.
خيال ضيق؟! ممكن , ولكنه يعجبني ويرضيني , و من شده تعلقي بحلمي كان عقلي الباطن يقوم بأعدادي او ترسيخ هذا الحلم لدي , فلم احب في اي من مراحل حياتي او ارتبط عاطفيا , لاني كنت كنت ادخر كل مشاعري وحبي لها وحدها , لحبيبتي التي لا اعلمها , كنت اجلس لساعات اتخيل ما الذي تفعله في هذه الحظه واستمتع بأحلام اليقظه معها بل تمادي عقلي الباطن , بأن جعلني لا ابوح بأسراري ومكنونات نفسي الا لعدد محدود للغايه من الاصدقاء , لايتعدي اصابع اليد والواحده , مختزناً كل خبراتي وافراحي والمي وكل ما اردت قوله يوما لها هي ,فقط هي, فهي - ايضا - فقط الوحيده التي تستحق ان تعرف , و اخذت اتخيل حياتي معها واخطط لحياتنا المستقبليه واتخيل ردود افعالها في شتي المواقف , صدقوني لم اكن مجنونا او مريضا نفسيا ولكني كنت ببساطه احلم.!!
هل قرأت يوما للدكتور احمد خالد توفيق؟او سمعت عن فانتازيا؟ اذا كانت الاجابه بلا , فتخيل انك تشاهد احد الافلام وفجاءه وجدت نفسك وسطه وبين ابطاله؟!!
انا ايضا دخلت ولكن بدون فجاءه الي فانتازيا احلامي , قابلتها وتعرفنا وارتبطنا , لن اصف لك حالي وقتها لانك اذا قرأت الاسطر السابقه - التي هي احلامي - ستعرف حالي بالضبط , كل احلامي تحققت بلا تغيير , اخيرا حان اواني و ولدت وجئت للحياه وبدأتها معها و بها ولها , كنت اعيش في عالم مثالي من الاحلام والاماني المتحققه كانت هي هي ,كانت كل ما حلمت به يوما و كل ما سأحلم به , عرفت عني كل شيء بدون ان اتكلم ولكني تكلمت لأستمتع بسماعها لي , هذا ما انتظرته لسنين وسنين.
كان كل شيء يسير بصوره طبيعيه اكثر من الطبيعي , لم اكن ساذجا لأدرك ان القدر يدخر لي في نهايه هذه الساق المليئه بالثمار الطيبه ثمره خبيثه فاسده تفسد علي مذاق ما اكلت من ثمار شهيه , وبالفعل كنا قد حددنا موعد للخطوبه الرسميه - كان ما سبق مجرد قراءه فاتحه - فتحفزت وانتظرت ضربات القدر القادمه لا محاله من حيث لا ادري - فلا يمكن ان ان يعطي القدر انسان كل هذه السعاده النقيه بدون شوائب تعكر صفو كل ما مضي - ولكنها ولدهشتي لم تأتي ومرت الخطوبه بسلام ضاعت معه كل شكوكي وحذري وعدت اندمج مره اخري في فانتازيا احلامي الاكثر من سعيده , حقا لا اعتقد اني مررت بفتره اكثر سعاده حتي في احلامي اكثر من تلك الايام , كنت اعيش في جنه , علي الارض اشتهي اي شيء اجده امامي , كل احلامي كانت عند اطراف اصابعي , كنت اعيش في جنه اجمل ما فيها علي الاطلاق هي , صدقوني لقد كتبت كلام كثير اصفها به واصف حالي الذي تغير بعدها فلم اجد , كانت دوما ما اشتهيه واتخيله , كانت كالبحر بلا نهايه تعطي دوما دون ان تفكر حتي في السؤال , امواجها تتكسر علي صخور شاطئي فتزيده جمالا , جمالا اثار حقد البعض حتي زعموا انها ليست بشريه واني احب ملاك من السماء , حتي كلمه الحب لم تكن وصف دقيقا لم كان يحدث بيننا , كنا كسألين اختلطا ليصنعا مزيجا جديدا لم يشعرا معه ان لهم حتي وجودا سابقا , كانت نصفي الذي اظهر له نصفي الذي لا يراه الناس ونصفي الذي يري يري نصفي الذي لا يراه الناس , كانت الصخره التي تحطمت عليها كبريائي وغروري لأعود معها وعندها طفلا بريئا نقيا لم تدنسه الحياه بعد بأصباغها الجوفاء , فعلا انا اسف , فلقد كتبت وتخيلت كلمات وسطور تصفها وتصف حالي معها ولكني وجدتها جميعها حتي تلك التي تقرؤنها الان مجرد كلمات مبتذله - رخيصه ككلمات الاغاني - لتصف كائن لا تخضع صفاته لقوانين النسبيه مثل باقي البشر , حتي فكره الكتابه عنها كانت دوما بالنسبه لي مبتذله.........جدا.
كنت في هذه اللحظه اعيش نشوي خاصه جدا اذا كنت استعد لتحقيق احدي احلامها الذي كما قالت لي وعرفت بدون ان تقول انها تتمناه منذ فتره لم تعد تذكر بدايتها والذي صار اهم اهدافي في الحياه و دره احلامي .
كنت احقق احدي امانيها , يا الهي .
كنا نسير سويا في احدي الشوارع التي اذكرها جيدا وحانت مني التفاته للوراء لأري شيئا ما ولكني لو اعد للامام مره اخري ......ابدا.

هل رأيت هذا السطر الفارغ, انها حياتي منذ تلك اللحظه , في وقت من الاوقات كنت ادرك سبب وفاتها لكني الان لا اعرف حتي اذا كان هناك فرق بين معرفتي للسبب ام لا.
لقد رحلت
رحلت فرحلت ...رحلت فأنتهيت ...رحلت فضعت
نعم, هذه هي الكلمه ,
ضعت ...تلاشيت... توقفت الدنيا بي , كنت دائما اكره الزمن لانه لأن الايام تمر ولا تقف امام اي مشكله لتري هل حللتها ام لا كنت اكره الايام لانها تمضي دون ان تعطيك الفرصه لتقرر هل تسطيع الاستمرار ام لا , ولكني الان اعرف - او لا اعرف - انني كنت مخطئا , لقد توقف الزمن بي كما يفعل القلم عند نهايه الخط المرسوم , توقف وتركني في نقطه لا اعرف حتي اذا كانت في بدايه الخط ام نهايته , نقطه واحد كثقب اسود يمتصني تاركا لي انا الان , تاركا لي كيان من معدن يمتص كل المشاعر والاحاسيس مخلفا مكانها كما غير محدود من الفراغ , فراغ بالمعني الحرفي الكلمه , كنت خاويا ,
حزنت حتي لم يعد حتي لم يعد للحزن معني , بكيت حتي سئمت البحار طعم دموعي , حتي انني ضعت ليعلن الضياع عجزه عن مجاراتي , تجاوزت المعني والحرف حتي لم يبق لي سوي امر
امر افراغ
لقد تم افراغي وامتصني ثقبي الاسود ولكن حتي هذا الامر لم ينجح ليعلن الثقب عجزه ويدرك انه كان الضحيه وانه اصبح جزء مني , جزء من انا الان , جزء من هذا العبث اذا كان العبث يمكن ان يصبح ساكنا صامتا مطمس كـ...... انا الان
الفراغ ولا شيء سوي الفراغ
السبب الوحيد في كتابتي لهذه السطور هو انها كادت ان تضيع وقتها في الفراغ , نعم وقتها لانها ضاعت الان , صدق او لا , لكن ما تقراءه الان هو الحقيقه الوحيده الملموسه في حياه انسان , ما تقراءه الان اشبه بالارض بالنسبه للفضاء , انت تقراء انسان ,
عفوا , بقايا انسان
فراغ ولا شيء سوي الفراغ
تمت