CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

2008/11/21

كلما اقترب الموت....


خمسه اشهر او اكثر مضت وانا اقاوم فكره ان اكتب عن الموت...لأسباب كثيره ابسطها انني اعرف جيدا تاثير ما سأكتب علي من سيقراءه... لذا فالاعتذار واجب لكل من ستسبب له هذه الكلمات الم او تدفعه لذكري ما كان قد دفنها مع الايام...ولكني الان حقا لا استطيع مواصله الصمود ومقاومه الفكره فالموت يحوم حولي في الايام الماضيه بطريقه غير طبيعيه...يكفي ان اخبركم انه في الاسبوعين الفائتين فقط زار هادم اللذات ومفرق الجماعات - علي الاقل- سبعه اشخاص اعرفهم!! ما بين قريب وصديق وزميل واقرباء لأصدقاء ومعارف...ناهيكم عن كميه الموت والفراق الموجوده في الافلام التي شاهدتها مؤخرا حتي ظننت ان الموت يمهد ليزورني قريبا!! لكني كنت اعرف جيدا انه لا يحتاج الي اذن او تمهيد فنفضت هذه الفكره من رأسي وجلست لأكتب ما تقراؤه الان.
السؤال الان ماذا سأكتب؟! او لنتحري الدقه ماذا اختار لأكتب الان؟! فأنا ولدهشتي الشخصيه اجد في نفسي العديد والعديد من الخواطر والافكار عن الموت حتي انني فكرت ان اقوم بتأليف كتاب كامل عنه!! لن اناقش الناحيه الدينيه من الوضوع فكلنا نعرفها جيدا....ولن اتكلم عن من مات لانني لا اعرف شيئا مما هو فيه الان!! ولكن دعونا نتكلم قليلا عن من لم يمت ...دعونا نتكلم عن من اضطروا ان يتعاملوا مع الموت دون ان يموتوا!!
...............................................................................................
جالسا انا بجوار ابي في سرادق العزاء في بلدتنا الصغيره....نعم لقد توفي احد اقاربنا ...شيء عادي وطبيعي جدا ولا جديد فيه فالموت حق ..الموت هو الحقيقه الوحيده في الحياه كما كان يقول ابي...اجلس بحسدي في العزاء ولكن عقلي وفكري كانا في عوالم اخري تماما...العديد من الافكار المتعلقه بالموت تدور في ذهني ....اشاهد الناس حولي ما بين باكي ومتألم او جالس في صمت منتظرا ان ينتهي ربع الحزب لينتهي من هذا الواجب وينصرف الي (حال سبيله)...ومن الممكن ايضا ان تجد من يتسامر مع من بجواره او حتي يضحكون سويا!!! اري كل هذا وفكره واحده تسيطر علي ذهني وعقلي ...فكره طالما روادتني في مثل هذه المواقف...كل من حولي الان ايا كانت نواياهم او مدي ألمهم سيعود الي بيته بعد انتهاء العزاء وكان شيئا لم يكن!!...كنت دائما حين اجلس في اي عزاء قول لنفسي ان كل هولاء بما فيهم انا لم يتغير في حياتهم شيئا اطلاقا اللهم الا بعض الدموع ومن الممكن القليل من الحزن الذي لن يدوم وبالتأكيد جزء من وقتهم قضوه في هذا السرادق ....كلهم بأستثتاء اهل الفقيد واحبائه!!
كل منا سيقود سيارته الي منزله وهو يفكر ماذا سيتناول علي العشاء ويتناقش مع ابنه الذي كان معه في العزاء في اخبار السياسه والنادي الاهلي وتقديرات هذا الابن المترديه في كليته!! الم اقل لكم ان شيئا لم يكن!!....ولكن علي النقيض ..هناك رحله اخري الي منزل اخر ولكنها ابدا مثل اي رحله عوده الي المنزل!! رحله اهل المتوفي الي منزلهم بعد ان تلقوا واجب العزاء....يعودون الي منزلهم ولكنها تبدو وكانها المره الاولي التي يذهبون فيها الي هذا المنزل المنشود....وهي بالفعل اول مره!!
هنا تفير كل شيء في حياه هولاء الاشخاص...يعودون الي منزلهم لأول مره دون رب هذا المنزل وصاحبه...يعودون وجزء منهم لا يزال لا يصدق ماحدث ويأمل ان يجد اباه او زوجه في المنزل منتظر!!...ولكنهم حين يدخلون المنزل هذه المره يعرفون جيدا ان شيئا ما لن يجدوه كما اعتادوه...كرسي ما سيظل فارغا لن يجلس احدا عليه...حجره ما لن يطرق احد بابها ثانيا ولن يخرج احدا منها...يعودون وهم يعرفون انهم سيفتقدون شيئا...سيفتقدون صوتا كان يعلو بين هذه الجدران ولكنه ذهب الان للأبد...سيفتقدون وجها كانوا يبدأون به يومهم ولكنه لن يروه الان سوي في احلامهم...تعود الزوجه لتجلس وحيده في غرفتها وهي تعرف انها ستظل وحيده للأبد...تنام وهي تعلم انها ستستيقظ صباحا لتجد الفراش بجوارها فارغا ولن تجد من يوقظها لتعد له الافطار...تنظر جيدا الي الغرفه لتستعيد كا ذكرياتها الساكنه هذه الجدران وهي تعلم ان كشكول ذكرياتها قد اغلق وانها لن تضيف اليه ابدا ما عاشت...........................
يعود الابن وهو لا يعي حقا ماذا حدث...كل ما يدركه انه اصبح في الدنيا وحيدا...يشعر وكانه كان مستندا الي حائط طوال حياته وفجأه انهار هذا الحائط...كل ما يدركه انه اصبح بلا اب...لا يوجد احد ليستنجد به حين يقع في المتاعب...حين يذهب ليتقدم لعروسه سيذهب وحده...سيقف في فرحه وحده فقد ذهب اباه!!!
كانت هذه الافكار واكثر تدور في بالب في كل عزاء ذهبت اليه...حتي اتي اليوم الذي وقفت اتلقي فيه واجب العزاء في أبي!!....لن اناقش هنا ابدا حالي وقتها ولكن فقط اذكر ان هذه الافكار لم تدور في ذهني وقتها ربما لأنشغاله بخواطر اخري...لم تكن البكاء والحزن بالتأكيد لأنني ببساطه لدي عمري كله لأحزن علي ابي فلما اختصره في هذه اللحظات؟!!
.................................................................................................
العجيب حقا في الموت انه حقيقه!!....يمكن لأي انسان علي وجه الارض ان يرفض او ينكر وجود اي شيء الا الموت...فهو الحقيقه الوحيده المتفق عليها دون اتفاق....وهو ايضا متوقع و منتظر....المشكله الكبري تكمن في خططه!!....مشكله البشر انهم لا يدركون مضمونها او اسلوب تحركها!! يعتقدون ان الموت يسير ضمن مخطط خاضع لقواعدهم وقوانينهم....يعتقدون ان الموت لا يزور الا من يملكون من السنوات اكثر من غيرهم....وكأننا فاكهه حين تنضج تقطف ثمارها وان لم تنضج تبقي علي الشجره سليمه معافيه!!....يعتقدون انه يحتاج سبب ليأتي ....اول سؤال بعد ابلاغ خبر اي وفاه هو"هو كان عنده ايه؟!!" وكأن الموت يجلس منتظرا متأهباً ان يجد غلطه في نظام الجسم البشري ليسرع اليها ويعطل عمل هذه الاله المغروره!! يعتقدون انه يضع الناس صفا طويلا ويمشي ينتقي منهم من يشاء حتي ينتهي الصف فيعود من البدايه.....فأذا مات اخ ما يتنفس الجميع الصعداء لأن اخوته واقاربه مازال امامهم عمر طويل فلا يمكن ان يزور الموت نفس العائله مرتين متتاليتين!!...فلابد انه دور احد ما غيرهم!!وعلي الرغم من كل ذلك فأن مشكله البشر مع الموت هي الفراق....هذا هو موضوع الصراع...يعرف الجميع انهم راحلون ولكن الوداع صعب وخصوصا اذا كان هذا الوداع فجأه....والاقسي اذا لم يتاح لك حتي فرصه لهذا الوداع...ولكن الفارق ليس كله متشابها...فالموت يحوم حولنا منذ ان ولدنا ولكن متي شعرت به او اقتربت منه ....الموت موجود ولكننا لا نراه الا حين يقترب منا ...السؤال اذن الي اي مدي يجب ان يقترب الموت حتي نشعر به؟؟!!
.................................................................................................
كانت البدابه حين توفي عم ابي ..اعتقد انها كانت اول مره فكرت فيها في الموت و تعمقت فيه....ولكنها لم تكن كافيه فبعد بضع ايام في بلدتنا عدت مره اخري للقاهره لتضيع هذه النظره القريبه المفكره للموت.....ولكنني استعدتها مره اخري بعد سنين حين توفي جدي انا...كانت النظره اكبر واعظم وبدأ الاحساس ....نعم الاحساس! ان تشعر بالموت وانه حقيقه وليست مجرد افكار...ولكنها ضاعت ايضا مع الوقت حتي توفي عمي فجأه لأجد نفسي داخل عالم الموت ذاته!! غريب حقا الانسان لا يشعر او يتعلم الا اذا اصابه الامر مباشره!! لا يتعلم او يتغظ من الاشارات....لالد ان ان يكابد الامر حتي يقر بوجوده....لذلك حين توفي ابي كنت نوعا مستعدا جدا لهذا الموقف ....ولكني لن اكون مستعدا تماما.....لا اتحدث هنا عن الصبر والثبات فهذه امور بديهيه....انما في تقبل الامر والتعامل معه...لا اقول انني كنت مستعدا تماما لأن الامر لا يكون بهذه السهوله!! فأذا كان الموت حقيقه نراها حولنا منذ ان وعينا الي هذه الدنيا الا انه عند اشخاص بعينهم يغدوا اكبر من مجرد حزن او وداع!! اذا تعلق الامر بشخص لا يعوض كالأب او الأم فأن الموت لا يصيبهم وحدهم انما يزور ايضا جزء من قلب الابن او الابنه....حين توفي ابي مات جزء من قلبي معه....وهذه حال كل بني ادم....مهما كانت علاقتك بأباك او امك ...مهما كانت ...اذا ماتا يموت جزء من قلبك معهم....حزء قد لا تعلم او تشعر حتي بوجوده حتي تفقده...ولكنه هادم اللذات ومفرق الجماعات...فهل هناك مهرب منه؟!!
.................................................................................................
انا اسف حقا واعتذر بشده ولكن هل تعرفون ما هو الموت؟!! الموت هو ان يخبرك احدهم ان فلانا قد مات اي انك لن تراه او تسمع صوته ثانيا لن تكلمه او تمرح معه لن تتجادلا او تتشاجرا مره اخري ....فأذا رفضت ان تصدق الفكره وصممت ان تراه فيأخذوك اليه فتراه راقد علي فراش ما فتجري عليه وانت مليء بالامل ...تنادي عليه ولكنه لا يجيبك ...تمسك يده وتهزه بقوه لكنه لا يستجيب ...تترك يدi لتسقط بجواره بدون اراده لتوقن ان الامر الحق...وان الجسد الراقد امامك لن يقوم مره اخري ولن يتحرك الا حين يحملوه للقبر ...لن تنفتح هاتين العينين ابدا...لن تري هذا الشخص في هذه الدنيا مره اخري..لن تجده لتلقي عليه تحيه الصباح ...لن يحدثك علي الهاتق ليسأك عن احوالك....لن تري ابتسامته او دموعه...لن تشاركه فرح او حزن ثانيا....لن يمكنك ان تذهب لتراه اذا جال بذهنك خاطر عنه او ان افتقدته...بأختصار لم يعد هذا الشخص موجود...لقد مات ...ومصيره الي التراب ....سيضعوه في حفره في الارض ثم يلقوا عليه التراب حتي يغطوه ويخفوه عن الاعين....حتي لا تميز مكان قبره عن ما حوله من الارض...هكذا يعود مره اخري الي اصله ...الي التراب... ولا يبقي لك سوي ذكري في القلب....ودموع في العين... ودعوي علي الشفاه....وامل بلقاء في موضع حسن يوم العرض...هذا هو الموت!!
تمت

10 توته توته خلصت الحدوته...حلوه ولا ملتوته؟!!:

Crazy Rose يقول...

يااااااااااااه يا مصطفى
رجعتنى بجد لحالة كنت مصدقت انى اخرج منها
مش عارفة أقول ايه أو اكتب ايه ، كل اللى اقدر اقوله انى بدعى ربنا سبحانه وتعالى انه يخلى كل موقف يعدى علينا فى حياتنا ناخد منه العبرة والعظة وميعديش كده هباءً كأن لم يكن
مش عارفة ليه احساسى بالموت الفترة دى قريب سواء منى او من حد أعرفه بجد مش عارفة ليه بس احساس صعب جداااا
بس كده مش قادرة اكتب أى حاجة تانى دلوقتى

لست كغيرى يقول...

مش عارفة انا ايه اللى خلانى اكملها للاخر....ومش عارفة برده شعورى ناحيتك ايه دلوقتى؟؟
ياترى اشكرك انك ذكرتنى بالموت وانه اكبر حقيقة...مع انى مش نسيته...بس من وقت للتانى لازم اتذكره...ولا اتضايق منك...لانك ببساطة خالتنى اعيش لحظات ...بجد بجد انا مش كنت بحب اتخيلها..ودى اللحظات الوحيدة اللى فعلا يعجز مخى تماما انه يعيش فيها او حتى مجرد التفكير فى ان بابا او ماما .....حرام عليك يامصطفى...ليه بس كدا؟؟

shrouk يقول...

انت جيت على الوجيعة .... بس المفروض انك مش تعتذر على كتابة الموضوع ده ..
بالعكس المفروض كل واحد قراه يشكرك لسبب بسيط قوى ... ان الواحدساعات بيحس ان قلبه بقى قاسى قوى بقى متعلق فى الدنيا قوى بكل ما فيها و بيفكر كل يوم هيعمل ايه فى اليوم اللى بعده و يخطط لمستقبله و اللى هيحصل فيه ( احنا اه بنقول ان شاء الله ) بس مش بنحط فى حسابنا (ان لم يشء الله ) ايه اللى هنعمله؟؟؟
يا ترى هنقابل ربنا و احنا كدة؟؟
يا ترى قلوبنا فيها من الخير اللى يكفى انه يعدى علينا الموت بسلام ؟؟ و يا ترى قلوبنا سليمة كفاية علشان تقابل ربنا؟؟
انا عارفة ان مش دى البوينت اللى انت بتتكلم فيها , بس مش عارفة ليه قلبى صحى قوى مع المعنى ده من ساعة ما قريت العنوان .... شكرا على تفويقة كنت محاتجاها و جت فى وقتها

لست كغيرى يقول...

بعد ماستجمعت قوايا تانى...اكتب تعليق بقى
مش عارفة ابدا منين....الموت حاله كبيرة اوى...اطرافها متشعبة...
بس اولا...ممكن ابدا من حيث تعريف الموت عندى انا
الموت عندى هو فراق...فراق وبس
بس مش الفراق اللى من بعد واحد واللى ناس كتير بتعيش فيه...وهو فراق الميت لاهله واحساس اهله واللى انت رسمته ولونته يامصطفى...وخالتنى اعيشه فعلا..ودا مش هاتكلم عنه لانى فى التعليق الاول دا كان رد فعلى عليه
بس انا الموت عندى بعدين...مش بعد واحد
البعد التانى بقى وهو فراق الميت لاهله بس من ناحيته هو
بمعنى....انا اول مابسمع حد مات...بييجى فى دماغى شعور اهله ايه من غيره؟؟؟...وكمان ياترى هو بيحصل ايه معاه..ياترى شعوره ايه هو من غير اهله....ياترى كان عامل حسابه ولا لا....ياترى كان فاهم معنى "ولايبقى سوى وجه ربك ذو الجلال والاكرام"....ياترى كان فاهم انه هايفارق الكل الا ربنا....اللى مش هايفارقه ابدا
عشان كدا الموت هو حاله فراق من بعدين زى ماقلت...ودا بحسه اوى لما الرسول صلى الله عليه وسلم ابراهيم ابنه مات...ساعتها بكى بشده وقال"انا لفراقك ياابراهيم لمحزونون...وانا لله وانا اليه راجعون"
هما دول البعدين اللى بتكلم عنهم...ولازم يكونوا موجودين مع بعض...لانهم بيدعموا بعض...الشعور الاول وهو البكاء من الم الفراق ..دا من صفات البشر...كل البشر...اما الشعور التانى وهو دعم وصبر على الشعور الاول فهو من صفات المؤمنين من البشر وليس كل البشر...ودا اللى كلنا بنحاول جاهدين انه يكون شعورنا يوم مانفارق ايا من احبائنا...ويوم مانقف بين ايادى الله عزوجل...لا اله الا الله
ثانيا...الاسلوب كالعاده جميل جدا...بس المرة دى فيه حاجة متميزة...انه من واقع تجارب فعلا فعلا عميقه وتركت اثر فيك...ودا كان واضح جدا...واكيد ادى للكلمات احساس صادق اوى....مع انك كتبت قبل كدا حاجات كتير عن واقع تجربة...بس دى مختلفه...مختلفه لان احساس التجربة دى اقوى...وكمان كل واحد فينا عاش تجربة زيها وبالتالى هو قلم واحد كتب بطريقة واقعيه عن تجارب لانواع مختلفه من البشر...كلها فى النهاية معناها واحد...
وثالثا...جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

يمكن يكون رد فعل أي حد بالنسبة للحديث عن الموت هو الخوف... أو النفور ....
أما أنا .... ففعلا بقيت بحب أسمع عن الموت ... بحب أقرا عنه ....
أكيد مش حب لحاجة متعطشة ليها نفسي ......


لكن بعد آخر حدث مرينا بيه بخصوص الموت.... ومازلنا .. أعني ... مازلت أعيش به حتى الآن ... عكس المرات الأخرى إللي اتكلمت عنها في أول الموضوع .... وأول مرة ليا في حياتي كلها أزور المقابر .... وأشوف التراب وهو بيتردم على الميت ....... وأول مرة أركز أوي في وشوش وعيون أبناء الميت ....


بعد المرة دي .... حسيت إني أول مرة أعرف الموت ... وأعرف حقيقته ....


أول مرة أعرف مدى نعمة وجود حد معايا ... دايماً النعم ... بيتهيألنا إننا معانا حق تملكها ... مش بنفكر حتى إنها مش معانا للأبد ... ممكن بكرة تبقى مش موجودة ....


أنا يومها كنت بعيط ... من قلبي ...
بعيط ... عياط مستمر ....
بعيط ... وأنا حتى مش عارفة .. أنا بعيط ليه بعيط على اللي مات إللي عمره ماشفته قبل كده ولا أعرفه .... بعيط على أبناء وبنات الميت .... بعيط عشان الحدث نفسه؟؟ .....
ومن يومها وأنا بعيط برضه ....
كل فترة أقعد أعيط .....
برضه من غير سبب......
أنا بعيط عشان فكرة الموت نفسها ....
أول مرة تبقى قريبة أوي كده.....
أول مرة أحس وأنا وسط المقابر بإحساس إني في أول عربية في قطار الأخرة ....
إني قريبة أوي أوي أوي للأخرة ....
بإن المكان إللي رجلي واقفا عليه ده .. هتكون بداية البعث من جديد ...
ياااااااااااه ... بجد نظرة قريبة أوي .... عمري ما عيشتها ....


أنا عيطت بالتأكيد .... لما قريت موضوعك ......
وكنت محتاجاه فعلا ... متسألنيش ليه وأنا مكتئبة أساسا ...
بس عيطت جدا في جزء إنك بتقول لما الموت بيزو الميت بيزور قلب الابن والابنة برضه .......
بجد دي أصحب جزء في المقال كله بالنسبة لي.......


أنا مش عارفة أكتب إيه ....
لأني ببساطة مش قادرة أطلع إللي جوايا ... مش عارفة أقول لنفسي حتى أنا حاسة بايه ؟؟؟


بس بجد أنا بشكرك ...
وصدقني أنا بشكرك بجد .....
أنا من اليوم إللي بحكي عنه ده ... وأنا مش بقول في يومي كله أكتر من كلمة الحمد لله .....
بقيت بشوف كل نعمة موجودة فيا وحواليا وليا ... بعين تانية خااااااااالص

بنظر للأمور بطريقة مختلفة تماماً ...

بس بقى في قلبي حزن غريب ....
بجد حاسة بإحساسك لما بتقول إن الموت مخيم عليك وعلى كل اللي حواليك ....
يمكن لو حد إتأخر بره البيت بقت أول فكرة تيجي في دماغي إنه لا قدر الله يكون حصلتله حاجة ....

هو إحساس وحش أوي
بس الفكرة بقت قريبة أوي وده الحلو ...

وأنا بصلي بقيت بكرر صورة كتييييييير أوي من يوميها

ودي فعلا حاساها أوي أوي أوي .....

بسم الله الرحمن الرحيم ...
" ألهاكم التكاثر ... حتى زرتم المقابر ..."
صدق الله العظيم


شكراً مرة تانية على الموضوع
وجزاك الله كل خير
...................

إلى متى ؟! يقول...

supsفقد مات جزء من قلبى؟!!......

إذن لقد كان حيا نابضا على نبض الحبيب المرئى...
أفإن مات الحبيب واستحالت الرؤية
توقف النبض؟!!!!!!!!
أفيموت هذا الجزء من القلب؟!!

أختلط عليك الأمر من تكالب المشاعر على قلبك كالجمر؟!!!!!

فإنه جزء لايموت...
لا يكن له توقف أو سكوت...
وإنما له تحولا من تحولين تبعا لحالتين:

الأولى:
قبل الفراق:
نابضا نبضا مستترا سترته
قسوة الأيام وقرب الحبيب
فكل شىء على ما يرام

بعد الفراق:
نابضا نبضا مدويا معاتبا
بل جالدا بسياط الندم والحسرة:
كيف انصرف عنك دون أن تغمره
بحبك؟!!
كيف تركك قبل أن تبرهن له كم
أحبه قلبك؟!!
كيف أشقيتنى بالبعد عن نبضه؟!!
فسأنبض وسأنبض حتى ينزعج الجيران..
لعله يغفرلى ويسامحنى..
لعل ندمى وشوقى يتناثرا مع تيار نبضى ليستقرا على قبره..
ليلمسا قلبه فيعلم..
فيعلم كم له من حب حويت?!
كم من حنانه ارتويت?!
فيكفكفا دمعه وحزنه..
ويمحوا أفكاره التى حسبتنى لا أحبه......

أما الثانية:
قبل الفراق:
نبضا مدويا مرحا مغنيا
قد عانق تبض الحبيب ليعزفا
سويا سيمفونية عذبة متآلفة الأركان
تخور أمامها أحبال صوت العندليب

بعد الفراق:
فقد تقطعت الأحبال الصوتية
وتناثرت أوراق النوتة الموسيقية
وإذا بأوتار الجيتار مقوسة مثنية
ويموت النبض الضاحك...
ولكن لايموت الجزء النابض...
بل ينشق عن نبض جديد..
نبض عن النبض الأول يحيد..
فهو نبض أليم بتردد سقيم..
يعزف أيضا سيمفونية...
ولكنه يعانق فيها الأحزان...
يعلو أيضا دويه...
ولكنه دويا يبكى كل الحوائط والأركان.......

فهكذا لم يمت.......
لم يمت جزء من القلب هنا أو هناك..
وإنما تحول نبضه لا أدرى إلى ورود أم أشواك..
كل ما أعيه أنه أيآما كان هذا التحول
فعليه أن يدوم..
وإن أثار الهموم!!..
فإن مات نبضى........
فهذا حقا يوم أن طعن حبيبى "الموت"!!!!
وسأقبل العزاء......
وسأنشر النعى فى جرائد قلبى........

"أن حبيبى قد مات"

زيتونة...واحيانا قلب برئ يقول...

عارفة اني اتأخرت اوي في التعليق على الخاطرة دي على الرغم اني ممكن اكون اول من قراها
منكرش اني اول ماقريتها كنت عايزة اجري اسيب تعليق....بس رجعت تاني قولت لأ انا مش حسيب اي تعليق دلوقتي...عشان اكتبلك تعليقي بعقلي مش بس بعواطف ظهرت واتأثرت وخلاص....قلت لازم اكتبلك لما احس ان المعنى اتغرس جوايا
المهم بص بقى انا حبتدي بالاسلوب عشان مضمنش لما اتكلم على المعنى يكون عندي القدرة اني اقول اي حاجة تانية:)
الاسلوب رائع جدا وصادق لابعد الحدود والالفاظ دقيقة ومختارة بعناية كعادتك...عندي تعليق اخر على الاسلوب تقدر تعتبرة ميزة وعيب
انا كنت حاسة بخووووووووف شديد جدا جدا وانت بتكتب الموضوع....انت حبيت تراعي مشاعر الناس ومدى تأثرهم بالموضوع لما يقروة ودة ميزة بس المشكلة اني حسيت اوي بخوفك دة حسيت ان الكلام مقصوص كأن الرقابة حذفاه ودة يمكن عشان انا عارفة ان الموضوع دة بالذات تقدر تطلعة احسن من كدة
اما بقى المعنى....فانت ابدعت ودوست على الوتر الحساس فقلب كل واحد قرا المدونة....اصل معنى الموت مرتبط في ذهن كل انسان بمعنى معين...فلما قرا المدونة افتكر المعنى دة واترسخ فيه...انت بقى قدرت بصورة غير مباشرة تنقلنا معنى جديد للموت....وهو مش بس الفراق لا معنى الموت مش للميت ولا لأهلة لأ لكل اللي اتعامل معاه فكرت كل واحد فينا بنهايتة مهما بعدت....وان الموت ضيف مش محتاج لاستأذان عشان يزورك
المعنى اللي دايما بنقولة بس من غير مانفكر" اللي بيموت بيرتاح بس المشكلة في اللي بيعيش"...انا مؤمنة جدا بالجمله دي بس خاطرتك دي ورتني معنى فيها مكنتش شايفاااااه ياترى اللي حيرتاح دة حيرتاح اذاي...هو كان مخطط للراحة دي والا مش حيرتاح اصلا
وياترى مشكلة اللي عايش بس الفراق....والا ادراكة لحقيقتة ونهايتة وانها ملهاش ميعاد....ولا يبقي لك سوي ذكري في القلب....ودموع في العين... ودعوي علي الشفاه....وامل بلقاء في موضع حسن يوم العرض...هذا هو الموت!!....اجملت المعنى في جملة واحدة وراها الف معنى ومعنى
فعلا جزاك الله خيرا يا مصطفى....قد ايه كنت متردد وزعلان لوجع اللي قراها ...بس صدقني داويني بالتي كانت هي الداء
اخر حاجة عايزة اقولها هي رسالة تكملة للخاطرة بتعاتك(لو سمحتلي يعني)
يا من تحلم بسعادة ولهفة لمفرق الجامعات...اكثر من التحدث عنه...يامن تشتاق لرؤية من سواك فعدلك تذكر نهايتك...لا تترك فرصة لرؤيتك للحقيقة وتضيعها بالبكاء للفراق وحسب...فلو احببت الموت وفرح قلبك له اشتياقا لرب العالمين واستطاع قلبك ولسانك ان ينطقها لن تخاف على من تحبهم من قسوة فراقك...فأن كنت قد استئمنت خالقك عليك ستستأمنة على من يخشوا فراقك

Dr_HamZA يقول...

اللهم ارحم موتنا وموتى المسلمين جميعا
ياااااااااااارب

marwaya يقول...

مش عارفة اقول رد
انت عارف انك وصلت لناس كتير اوي بكلامك ده ودوست على اماكن انت عارف انها هتوجع اوي وهتفكر بلحظات صعبة اوي
انا عن نفسي فكرتني بوصفك للاهل اللي هيرجعو ميلقوش الشخص
بجدي الله يرحمه
فكرتني بمكانه
عارف بابا كل مانروح هناك يقول انا مش عايز اقعد على الكرسي ده ده كرسي عم محمد
اللي هو جدي
احساس غريب لما نروح ف العيد منلقيهوش ومنلقيش الدعوات اللي كان بيقعد يدعيهلنا
لما نلاقي الكرسي اللي كان دايما بيحب يقعد عليه فاضي
فكرتني مش بس بجدي ده
كمان بجدو التاني الله يرحمه فكرتني بلمتنا حواليه وحبه انه يجمع العيلة
اكيد مش هقعد اقول مواقف ومواقف عن الناس اللي فقدانهم
ربنا يرحمهم جميعا
بس كل اللي عايزة اقولهولك
اسلوبك في تطور ممتاز
وبتعرف توصل للي انت عايزه بكلمات سهلة وبسيطة
استمر

Nermeen يقول...

gazak Allah kol 5ayr ya syadt l-na2b