CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

2009/01/07

بركان الصمت...بقلم عبدالله عنتر

صامتون صامدون... صامتون صامدون... صامتون صامدون... صامتون صامدون
ارتفع الصوت من داخل القلوب و الحناجر وان كان الكلام هنا ممنوع
اصوت مصدرها كل كائن حى فى دائره قطرها الاف الكيلومترات...دائره شملت كل اليابسه من المحيط الى الخليج ولاول مره اجتمع الفرقاء على شىء
لكى تعى و تفهم يجب ان تشاهد البدايه
منذ ايام لا بل منذ اعوام و سنين طويله مضت فى يوم انطفأ فيه صوت الانسان و بدأ اول و اخر صمت ... اول و اخر صمت جعل الجميع سواء... الجميع تحت الاقدام و مع ضياع الحق و فناء الحريه يصر البعض على تسميه هذا اليوم يوم فناء البشريه... يوم انتهاء الادميه... اليوم الذى مات فيه الصوت البشرى و انقلب الجميع الى دواب تمشى على اطرافها و تعيش ان استطاعت و ان لم تستطع فمقصدها هو جوار رب كريم
متى؟......لا احد يستطيع ان يؤرخ لهذا اليوم او يذكر تاريخ محدد لكنه يوم معروف جدا انه اول يوم صمت فيه الانسان و رفض ان يطالب بحقوقه و اكتفى بحاله غريبه من الصمت-غريبه انذاك لكنها اصبحت معتاده بعد ذلك-
اكتفى بالصمت حتى اصبح عاده
اكتفى بالصمت حتى نسى ان له صوت
اكتفى بالصمت حتى ايقن اعداءه انه اخرس
اكتفى بالصمت حتى تحولت بلاده الى مقبره
و منذ ذلك اليوم لم يسمع سوى صوت الاوامر...الاوامر الواجبه النفاذ كانها انزلت من السماء و بقى على هذا الوضع المزرى اعواما يكاد يكون فيها عبدا...عبدا نسى طعم الحريه و الغريب انه كان مستمتع بذلك... مستمتع بكونه عبدا... مستمتع بكونه فاقد الاراده
و كانت هذه هى البدايه التى كونت البركان ... بركان الصمت
بركان خامد و عميق ينتظر فقط الفرصه كى ينفجر و مع مرور الوقت يمتلأ و ظل يمتلأ اعواما عديده فى سكون و هدوء ...الهدوء الذى يسبق العاصفه
فاض الكيل بالبركان و هنا فقط استيقظ الانسان من غفوته و ادرك انه صامت
حتى عندما كانت الشعوب تثور كانت ثواراتها تقابل بصمت مطبق من الحكام فتكون المحصله النهائيه هى صفر مطلق...صفر يتجمد عنده كل شى و يتحول الى صمت ...صمت يتراكم فى البركان...لكن مهلا لقد امتلا البركان و فاض الكيل و لم يعد هناك مكان لمزيد من الصمت هنا فقط حدث الانفجار...انفجار شديد من نوعه...انفجار نادر الحدوث على مر العصور لقد انفجر بركان الصمت و بدأت ثوره العصيان
لقد كان يوم مشهود لم تعرف البشريه له مثيل الملايين من البشر فى الشوارع متلاحمين لا يجدون مكان يذهبوا اليه لانهم ببساطه فى كل مكان و كنوع من انواع الوفاء ارادوا ان يودعا الصمت
فى اليوم المشهود كان كل شىء مغلف بالصمت كالعاده لولا شىء واحد لقد توقفت كل مظاهر الحياه لقد خرج الجميع الى الشوارع حتى اختفت الشوارع نعم اختفت الشوارع لم يعد لها وجود من كثره الادميين نعم لقد قرروا ان يستعيدوا ادميتهم مره اخرى بعد كل تلك العقود من الصمت لقد كان قرار فى نفس كل واحد منهم لن نصمت بعد اليوم و فى الشوارع التقت ارادتهم لتشكل تلاحم غريب ...تلاحم اتفق على صمت واحد و اخير قبل الانفجار
انفجار البركان
بركان الصمت